Sunday, November 24, 2013

سيبوها تكمل ،،، جرعة من الثقة ،،،



خلال دراستي الجامعية، وفي بداية دراستي في كلية إدارة الأعمال، كانت اللغة الإنجليزية التي أعرفها هي لغة المحادثات والأخبار! فقد اعتدت على متابعة الأخبار باللغة الانجليزية وترجمتها، كما كنت أقرأ القصص باللغة الانجليزية وأترجم كل الكلمات الجديدة، وهكذا حتى أصبحت أتحرك بمدونة صغيرة تحمل كلمات باللغة الإنجليزية والفرنسية والأسبانية واليابانية! .. 

عندما بدأت بدراسة مساقات من التخصص، كنت أجد صعوبة بالغة في تذكر المفردات الخاصة بالرياضيات! ولذلك اكتفيت بالبقاء في كلية إدارة الأعمال وإلغاء طلب الانتقال لكلية الهندسة (يعني هذا الرياضيات السهل! ارحم من الكالكولاس في كلية الهندسة). وهكذا أصبحت أترجم الكلمات التي أجدها جديدة، وأحاول جاهدة المشاركة في قراءة أي قطعة باللغة الإنجليزية رغم ركاكة القراءة! 

يجب أن أخبركم أنني دخلت الجامعة بمستوى لغة إنجليزية عالي حيث استطعت دخول امتحان "تحد" يمكنني من الدخول إلى عالم التخصص دون دراسة اللغة الانجليزية، وكل الفضل يعود لمدونتي المنتنقلة معي! ولكن ما حدث أن الامتحان كان عن "طريقة عمل الدماغ" وفي ذلك الوقت لم يكن هذا الامتحان سهلاً بالنسبة لي! ولذلك درست مساق لغة انجليزية واحد هو (اللغة الانجليزية - المرحلة الثالثة) وهي الأعلى.

كل ذلك لم يشفع لي عندما درست مساق مع الدكتور عصام (بروفيسور المحاسبة في كلية الإدارة والاقتصاد - جامعة الإمارات). دكتور عصام من الدكاترة الذين يمتازون بذكاء حاد جداً! ولم يكن سهلاً على أي طالب اجتياز امتحاناته ولا أسئلته الفصلية بامتياز! .. كان جاداً جدا جداً خلال المحاضرة الدراسية مما كان يجعلنا نشعر بالخوف الشديد عندما نجيب عن أي سؤال! حيث لم يتوانا الدكتور من طرد أي طالبة "تستهبل" أو "تضحك" أو "تتحدث" خلال المحاضرة شر طردة! "GET OUT OF THE CLASS! NOOOOW! OOOOUT!"

ذات يوم كتب الدكتور عصام مسألة على "الوايت بورد" وطلب منا حلها، فضجت القاعة بأصوات الفتيات وكل واحدة تجيب إجابة خاطئة "كالعادة"، وهنا تقمصت أنا دور "السوبروومن" وأصريت على الدكتور السماح لي بحل المسألة رغم أنه أكد على الجميع بالتزام الهدوء "Enough! I will slove it".  لم تسمح لي أخلاقي الدراسية بالهدوء "بليز دكتور! والله والله! بلييز! مييي"، وهنا ابتسم د.عصام وقال "ok ***.Family! Go A head" -لم يكن يناديني سوى باسم عائلتي-، وكان الحل كالتالي:

- دكتور، فيرس وي بوت فور فوق (ثم أأشر بيدي كأنني أرسم خط مستقيم) ذن نقسم النمبر على تن، ذن وي مممم وي مممم دكتور شو يعني ضرب؟ 
- مالتبلاي
- ذن وي مالتبلااااي ذا نبمر وذ مممممم تن

لم أكن استطيع حفظ الكلمات الخاصة بالضرب والطرح والجمع والتقسيم! فكنت أأشر له بيدي (بوت ذس هير = أقصد الرقم في المقام) (بوت ذس أب = أقصد الرقم الذي في البسط) (نضرب الرقم = مالتبلاي) وهكذا! ... 

رغم أصرار الفتيات أن إجابتي خاطئة! وأصراري بتجاهل تعليقاتهم بأن الضرب هنا لا يجوز، لم أكن أرى وقتها سوى السبورة البيضاء والمعادلة التي كتبت بقلم أخضر، وابتسامة الدكتور وهو يستمع ويرى محاولتي الركيكة في حل المعادلة.

"دكتووور لكن حلها غلط!" ... التفت الدكتور عصام للفتيات ثم قال لهن بلغة عربية "آناااا عاااارف هيا عاوزة إيه! ..... محدش يتكلم .... سيبووووهااااا تكمل".

لم يكن يتحدث الدكتور عصام بلغة عربية خلال المحاضرة أبداً أبداً! كان يكتفي الدكتور عصام بالتحدث بلغة إنجليزية حتى انتهاء المحاضرة ثم يتحدث معنا بشخصية أخرى تماماً بعد انتهاء المحاضرة! فهو يمزح ويضحك معنا ويتحدث بلكنة مصرية أحبها كثيراً!

لم يعرف الدكتور عصام وقتها، أن "سيبوها تكمل" كانت الكلمة السحرية التي أثرت فيني ومازالت حتى بعد ما يقارب ال٨ سنوات! .. "سيبوها تكمل" كانت جرعة من الثقة أنني أمام دكتور يعرف بجديته وعدم تضيع الوقت وعدم تقبله المزح والنكات خلال المحاضرة لم يمانع أن يترك لي المجال للمحاولة! حتى وإن كانت محاولتي خاطئة! ... وللعلم! كان حلي منذ أول حرف "خطأ"! ومع ذلك ترك لي الدكتور المجال للمحاولة حتى اكتفيت!! دون تذمر ودون أن يحرجني.

لازلت أضحك على نفسي كلما تذكرت كيف كانت لغتي الانجليزية الخاصة في الأعمال والمحاسبة ضعيفة، وكيف كنت أأشر بيدي للدكتور حتى يستطيع فهم ما أحاول قوله! ...

تذكرت الدكتور عصام اليوم، عندما سألني مديري في العمل لماذا الكتابة باللغة الإنجليزية لدي أسهل من العربية؟ فأخبرته أن اللغة العربية المستخدمة في مجال العمل صعبة بالنسبة إلىّ مقارنة باللغة العربية التي استخدمها لكتابة مقالات! وهو كذلك أيضا بالنسبة للغة الإنجليزية! حيث أن هناك مفردات خاصة بالاعمال والمحاسبة وتقنية المعلومات والنحو والمحادثة اليومية وهكذا! .... 

دمتم بود، وجزا الله الدكتور عصام عنا كل خير،،،،

Thursday, November 21, 2013

كتاب شعر: زر في ياقة - للكاتبة: لطيفة الحاج



في أحد الصباحات الجميلة، 
جئت مبكراً 
وذلك لإنهاء أكوام المهام 
التي تكدست في بريدي الالكتروني
ولكن وجدت على مكتبي
ظرف أنيق 
وكتاب كتب عليه:

"الإهداء إلى العزيزة ليل،
مع خالص الود،،
لطيفة الحاج
٢٤/١٠/٢٠١٣"

لم استطع قراءة هذا الكتاب إلا قريباً
كتاب جميل جدا!
قرأته وأنا أجلس في ظلال شجر النخيل!
أحتسي كوباً من الشاي!
واستمع لصوت رشات المياه!

"زر في ياقة"

استطعت تخيل صاحب الياقة!
الأعسم! .. الذي يحمل قلماً في الجيب الأيسر!

التمست اختلافاً في هذا الكتاب
الوصف أكثر لصاحب الزر! ..
والمشاعر أوضح من بقية الكتب.. 
يشوب الكتاب بعض الحزن!
الشوق!
والأمنيات! .. 

ولمسات حب جميلة! ...

أنقل لكم خاطرة شعرية!
بعد الاستئذان من صاحبتها:

*كل المساحات أوسع*

اليوم أرى المساحاتِ أوسع
الممرُ الفاصل بين غرفتي وغرفة الجلوس
الليوان - خارج المنزل
ابتسمت باقتضاب حين رأيته هذا الصباح
خالياً من كل شيء

"لا أحد يجلس في الليوان!" - قلتها مراراً
لنفسي ربما!

تبدو شاشة التلفاز أكثر عرضاً
وعينا هذه الممثلة أيضاً

من أين يأتي هذا الاتساع؟
من حدقتي؟ من قلبي؟

صحوت صباحاً أشعر به خاوياً
شاسعاً كحقل
لست فيه!
هل كنت فعلا تشغل تلك المساحة منه؟

رحلت! حملت حقيبة سفرك!
وأعدت لك كذباتك كذبة كذبة!
كم كان كذبك لذيذاً!

أليس من العدل أن آشعر بضيق في قلبي الآن؟
ضيق متسع!
حزن متسع!
ولا دمع!!!
لا دمع في عيني أذرفه عليه

***

استمتعت بقراءة الكتاب!
كل الشكر لك يا صديقتي على الإهداء

Monday, November 18, 2013

كتاب: يوسف عليه السلام - القصة الكاملة


الكتاب: يوسف عليه الصلاة والسلام - القصة الكاملة
الكاتب: عبدالعزيز القباني

عندما رأيت غلاف الكتاب، ظننت أنني سأقرأ كتاباً تاريخياً
أو كتاب يصف خبايا وأسرار عديدة! وربما معلومات غريبة!
وذلك لأنه وللأسف هناك كتب عديدة تسرد قصصاً لا سند لها!

الكتاب يسرد سورة يوسف عليه الصلاة والسلام كسرد القصة!
فيتم ذكر آيات سورة يوسف عليه الصلاة والسلام في البداية
ثم شرح واسلوب قصصي جميل للقصة!
أحببت كثيراً زن هناك جانب تربوي أيضاً!

عندما كنت صغيرة، كنت أنزوي في المكتبة! أقرأ ما يقع في يدي!
هذا ولم يتجاوز عمري العاشرة! 
أكر في إحدى المرات! وقعت يدي على كتاب كبير جداً!
دون تردد فتحت قصة يوسف عليه الصلاة والسلام!
ولكن الكتاب كان يحتوي على معلومات كثيرة جداً
والله لم أنسى بعض الجمل في الكتاب!
مغلوطة!
اتهامات!
ولم يتقبل عقلي الصغير حينها تقبل ما كتب عن نبي الله
في حادثة امرأة العزيز! ... ولكن 
كان الكتاب يروي عدة تفاسير وعدة قصص!
فتركته جانباً!

وتولد لدي خوف من أي كتاب يروي سيرة الأنبياء!
ولكن في هذا الكتاب تم الاعتماد على القرآن الكريم
وما صح من الأحاديث! ...

أعجبني في الكتاب أيضاً أنه يريك جانباً في كل فصل
فهنا الصبر
وهنا تربية الوالد
وهنا معاملة الأبناء لوالدهم
وهنا الذكاء الاقتصادي ليوسف
وهكذا 


الكتاب خفيف ولطيف :)
اسلوبه مباشر وغير معقد ..
أعتقد أن نسخة من الكتاب 
في مكتبات المدارس 
ستكون فكرة جيدة
أو كتاب يطلب من الطلبة قراءته

مع نهاية الكتاب
تكون انتهيت أيضاَ من قراءة سورة يوسف :)
كما ينتهي الكتاب بفقرة تتحدث عن الآثار الفرعونية
وعلاقتها بيوسف عليه السلام

كل الشكر والتقدير للكاتب

Saturday, November 16, 2013

إحتفال ديفالي Diwali ومهرجان الآلوان هولي ..


منذ عدة أسابيع شاهدت إعلانات كثيرة عن أفلام تتحدث عن (ديوالي) أو (ديفالي)! .. وهو احتفال كل ما كنت أعرفه عنه أنه يقام في الهند! ... ولذلك سألت سائقنا الهندي! (خان! .. احتفال ديفالي! هل هو احتفال الألوان؟) .. ضحك السائق واستغفر الله ثم قال (كلا! ... احتفال الألوان يسمى "هولي"، أما ديفالي هو احتفال الأنوار.... لماذا تسألين؟) ... 

أخبرته أن الاحتفالات الهندية جميلة جدا ومليئة بالحياة والألوان والمتعة! ثم سألته ان كان يحتفل هو وعائلته بهذه الاحتفالات .. امتعض قليلاً ثم قال: (هذه احتفالات هندوسية! نحن المسلمين لا نحتفل بأعياد الهندوس!) .... فسألته مرة أخرى! (هل احتفال الألوان خاص فقط بالهندوس؟) ... فأجابني (نحن نحتفل بالعيدين فقط! .. وقد يحتفل البعض بالمولد النبوي والسنة الهجرية! ولكن لا نحتفل بأعياد الهندوس! .. هل تعلمين ما هو الديفالي؟ .. الديفالي هو احتفال قام به الهندوس عند عودة زعيمهم منتصراً في حرب! ..)

سألته مرة أخرى (هل هولي وديفالي نفس الاحتفالات) ... فأجاب (يقام ديفالي مدة خمس أيام في الخريف! .. أما هولي (مهرجان الألوان) يقام في الربيع! ..) .... فأعدت سؤالي مرة أخيرة (لماذا لا تحتفلون به!، يبدوا ممتعاً!) ... فسألني الخان سؤالاً جلعني أصمت قليلاً (ليل! .. لماذا يجب أن نحتفل بأعياد الهندوس؟ .. نحن مسلمين!)

هنا وصلت إلى مقر عملي! ... وقد قررت القراءة أكثر عن هذه المهرجانات التي طالما كنت أعجب فيها عندما أشاهد الأفلام الهندية! ولم أعرف أنها احتفالات تخص الآلهة الهندوسية ومعتقداتهم وغيرها! ... حيث يرتبط ديفالي بإلاههم "لاكشيما" أما الهولي يرتبط ب"كريشنا"! ...


لا طالما تخيلت نفسي ألبس الملابس البنجابية البيضاء! .. أو الساري الأبيض! .. وأرقص وأقفز هنا وهناك في شوارع وحواري الهند وأنا أحمل حفنة من الألوان! .. أضعها على وجه ذلك، وألطخ ملابس تلك! ... تخيلت نفسي كثيرا أنني سأخرج من هذا المهرجان بألوان كثيرة جداً تلطخني! ،، ومزاج رائع جداً يقارب الرقص على أنغام هندية! ... لم أكن أمانع أبداً في خيالي أن وجهي سيتلطخ بالألوان! وأنني سأخرج من هذا المهرجان كألوان قوس قزح! ... طالما أنني سأستمتع بهذه المناسبة! ... ولأنني فعلاً أحب الألوان! ...

أما الآن! .. فأنا لن أتخيل نفسي بثوب ساري جميل، أضيء فيه الشموع وأدعها تذهب في الماء! ولا ملابس بيضاء تلطخت بالألوان! ،،، كلها احتفالات هندوسية! ... ولكن! .. سأحتفظ بهذه الأمنيات للجنة! ... هناك سأحظى باحتفال ألوان أفضل من احتفال الهنود ... ^ـــ^

Tuesday, November 12, 2013

دروس تعلمتها في يومين!!!



*درس في الصبر*

أجلس مع والدتي، وأحدثها بأمور كثيرة تشغلني
كنت أشعر ببعض القهر والألم، 
وضعت يدي على خدي، ثم شاهدت الخادمة تقترب
فناديتها: "ســـيـــــتــــي"
فأجابت بلغة عربية ركيكة
"نـعـم؟"
فقلت لها بتذمر:
"سيتي أنا بمووووووووت"
وضعت يدها على صدرها وقالت:

"ليــش قوول جيه؟
"قولي أستغفرُ الله!"

هنا وضعت يدي أنا على صدري!
والتفت إلى أمي!!! 
التي قالت: "تستاهلين!"

لأن "سيتي" ليست سوى خادمتنا الكاثوليكية!
لا أعرف كيف نطقت استغفر الله!
ولا اعرف انها تعرف معناها!
ولكنني تعلمت درساً لن أنساه!

"أستغفر الله وأتوب إليه"

*درس في التكنلوجيا*

كنت أحدث صديقتي مهرة في الواتس أب
وذلك في طريقي إلى المنزل،
وعندما ردت عليّ صديقتي،
سمع السائق صوت تنبيه الرسالة
فقال:

"شو هادا يا ليل؟ .. كولو نفر يشتري تيلفون جديد
كولو نفر في جلاكسي ايفون 5 بلاكبيري
انت تيلفون زيادة قديم! ثلاثة سنة مافي تبديل!
تيلفون مال انته!
تيلفون مال انتتتتته!
تيلفون مااال انت زماااان مال بابا آآآآدم،
كولو نفر تيلفون جديد
انت تيلفون زمان مال بابا آدم"

قلبت هاتفي (ايفون فور اس) بيني أصابعي
رأيت الشرخ أسفل الزاوية اليسار،
زممت شفتي متذمرة
وأنا أحدث نفسي:

"هذا وماشاف انه تيلفوني مكسور"

فردد قائلاً:
"زماااان مال بابا آآآآآآدم"

فقلت:
"خلااااص بشتري واحد ايديد اسكت عني!"

لا ألوم "الخان" عندما ينتقدني!
قد أهتم بشراء أشياء كثيرة! ولكن آخر ما أفكر به هو!
هاتف جديد! 


*درس في الإدارة*

هاتفني المدير وطلب مني الذهاب إلى المكتب،
جهزت الأوراق المطلوبة، وطلب مني الدخول

"اجلسي هنا"

جلست وانا احاول ترتيب الأوراق على مكتبه فقال:

"كيف اجتماعك مع المدير التنفيذي؟"

التفت اليه وقلت:

"لم اجتمع معه!"

فقال:

"اخبرني أنه التقى بك!"

فقلت:

"نعم! الاسبوع الماضي! بعد ان انتهيت من الحصول على توقيعك! .. أخبرتك أنه يجب أن يوقع على نفس الورقة"

أخرجت الورقه وأريته ثم قال:

"لا أتذكر!!!"

شعرت هنا بالحاجة للدفاع عن نفسي وقلت له الحقيقة !

"لقد كنت غاضباً! لذلك لم تتذكر!"

"أنا!!!! لماذا!!!!"

"ممممم"

"لا بأس! ولكن لما كنت غاضباً!"

"استاذ! لقد كنت تشتاط غضباً! بسبب **** .. ثم تركتي وتحدثت بالهاتف وكنت في شد وجذب! مع شخص آخر!! فوقعت الورقة وأومأت لي بالموافقة لما قلته لك! ولكنك لم تتذكر من حالة الغضب التي كنت فيها! ... لقد تأخرت ذلك اليوم في العمل على غير عادة!"

ابتسم قليلاً .. ثم ضحك .. واعتذر! .. 

عندما نغضب! .. لا نعي ما نقول!

Sunday, November 10, 2013

لا أطيق نفسي! ..



يا إلهي! كم باتت هذه الليالي والأيام طويلةً جداً، لم أعد أحب العودة إلى المنزل، وكم أتمنى البقاء في عملي حتى وقت متأخر من الليل كما أشاهد في المسلسلات الأجنبية! لا أطيق الألم الذي أعيشه يومياً وحيدة في غرفتي! أضطر لكما فتحت باب غرفتي لارتداء قناع مبتهج وسعيد وخالٍ تماما من مشاعر الحزن والألم! ولكن لا أستطيع فعل ذلك أكثر من هذا! ..

منذ مدة ليست بسيطة اعتزلت في غرفتي فلم أعد أخرج إلا لأداء واجبات اجتماعية والاطمئنان على والدي! وغير ذلك أكتفي بتصفح (انستغرام)  و(الواتس أب) وقنوات (أو إس إن)! .. كل شيء عدا ذلك يعتبر حملاً ثقيلاً عليّ لم أعد أحتمله! .. لا أطيق التحدث لأحد! .. ولا أن أنظر لأي أحد، ولا مجاملة أي شخص! ..

أشتاق لنفسي المتفائلة السعيدة! أشتاق لضحكاتي الصادقة! وابتساماتي التي كانت سبباً رئيسياً يجبرني على تغطية وجهي! ... أشتاق لتلك الفتاة التي ينتابها فضول عن جديد البرامج والتصاميم! ... أشتاق لتلك التي تهوى القراءة والكتابة والرسم! ... لا أعتقد أن أحداً سيصدقني إن قلت الآن أنني لا أشعر برغبة في السفر! .. 

نعم! هذه ليست أنا! ... هذه إنسانة أخرى تماماً سلبها الوقت الكثير من السعادة! .. كنت أستمتع بشدة كلما أسعدت من حولي! كلما رسمت ابتسامة على أوجه الأطفال! .. ولا أعرف إن كان بمقدوري الآن أن أكون كما كنت في السابق! ..

أشعر باختناق! .. كأن هناك أيدي خفية تخنقني! ... وليتها تقتلني! .. بل تعذبني ببطئ شديد جدا! .. تجبرني على البكاء صامتة! .. تجبرني أن أبتلع غصتي التي أشعر بها كل يوم! .. منذ متى أصبح العمل ممتعاً بالنسبة إليّ؟ .. ومنذ متى أصبحت أفضل الهدوء؟ .. منذ متى أصبحت أخاف من أن أحسن النية في من حولي! ... أكنت أعيش في عالم من الأحلام وحيدة؟ ..

ذات ليلة، تمنيت أن يأخذني الله إليه! .. أن أغمض عيني ولا أفتحها إلا أمام الله! .. ودعيت الله كثيراً أنني لا أقنط من رحمة الله تعالى! .. وإنما كل ما أحتاج إليه هو الراحة! بعيدة عن كل شيء! .. ثم استغفرت الله كثيراً .. ودعوته كثيراً ... إن كان هذا الظلام الذي يخنقني إبتلاء، فقدرني يارب أن أصبر عليه! ... وإن كان هذا الألم الذي يؤلمني هو جزاء لعمل لا أعرف ماهو! .. فكفِّر يارب ذنوبي! .. واكتب لي يا الله الخير حيث كان.

كل ما ينقذني من أفكاري وآلامي هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ.. إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ.. وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ.. إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.. وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) هناك يقين بداخلي! .. ينبع من طاقة جذب زرعها الله بداخلنا! .. أن في كل أمرنا خير! .. حتى في ما نراه شر الآن يتضح لنا لاحقاً أنه خير! .. هكذا! .. كقصص سورة الكهف! ... نحن لا نعلم أين الخير! ... ولا نعلم كيف يقدر الله الخير في ما نظنه شراً! .. كل ما علينا هو الإيمان التام! .. والصبر! .. واليقين التام أن هذا الظلام سينقشع بنور جميل جداً وخير كثير لا يعلمه إلا الله!

ربما بدأت الكتابة وقد تجمعت الدموع في عيني، ولكن كلما تذكرت فضل الله عليّ، هدأت نفسي، وارتسمت ابتسامة صادقة في محيايي! ... اللهم ألهمني صبر أيوب ... يا ذا الجلال والإكرام~*