Thursday, June 18, 2015

غداً،،، رمضان!



وضعت سجادتي بجانب والدتي، تأكدت من وجود المدخن، فأنا أشعر أن لصلاة التراويح طقوس معينة تماما كصلاة الظهر يوم الجمعة، ومنها رائة الدخون العبقة ودهن العود وعطر خفيف، كما قمت بتغير الاضاءة لتكون صفراء خافته، فسألتني والدتي ما الذي أفعله؟ فأجبتها "جو رمضان"!

انتهيت من صلاة العشاء، ثم قمت بالتجول قليلاً في المنزل، ثم صليت عدة ركعات ثم قطعتها بحديث متفرق مع والدتي، وقبل أن أتم صلاتي التفت لأجد ابن اخي "احمد" قد دخل إلى المنزل!

- عموه مبارك عليج الشهر!
- علينا وعليك،،
- شو ما خلصتي صلاة للحين؟
- انت صليت التراويح ( تسأله والدتي)
- هيه خلصت، توني ياي من المسيد!  انا بترياكم فالصالة
- أحمد! انت يوم كنت ترقد عندنا كنت أقصر عني!
- عادي عموه النعال يطولني!
- (نظرت إليه بريبه!) اي نعال؟ عقه انزين

يقف أحمد بجانبي فأراه ازاد طولاً، يجب أن ينحني إليّ عندما يحيني! .. ابتسم هو بينما خرج أحمد من مجلسنا الصغير لينتظرنا في صالة المنزل، وعند خروجه شعرت بحنين قوي في قلبي، تذكرته طفلاً! التفت إلى والدتي وسألتها:

- اماية، تذكرين يوم حماده كان هالطول؟
- شو فيه؟
- كنت اسير اصلي معاه التراويح فالمسيد! كان يروح معاي كل سنة! والحين كبر وصار فبيت وكبرت انا وصرت فبيت ثاني، سبحان الله! 

ابتسمت والدتي وعدنا لنكمل الصلاة! ... يحل رمضان علينا كل عام! وفي كل عام أشعر بأن رمضان يجر معه ذكريات جميلة! الرائحة الطيبة! المسجد! الإيمانيات! .. هدوء الممرات في العمل! رائحة القهوة بعد صلاة المغرب! صلاة التراويح مع جارتنا! صلاة القيام! صوت والديّ وهم يقرؤون القران! .. رائحة الطعام اللذيذة! قبيل المغرب! ... أخي عندما يدخل المنزل ويتجه إلى المطبخ ليكشف عن جميع الاطباق ويقبل والدتي ثم ينتظر في الصالة! ... ها هو رمضان آخر يحل علي وانا مع عائلتي الجديدة! .. أبني معها ذكريات جديدة أضيفها للسابقة! ... 

يأتي رمضان هذه السنة مختلفاً، فهذا أول رمضان مع ابنتي الصغيرة! ... سأحدثكم عنها لاحقاً ... ولكن الآن، أتمنى لكم رمضاناً جميلاً رائعاً مفعماً بالإيمانيات والرحمة والمغفرة! رمضان تحفة رائحة العود والدخون ودهن العود! رمضان يجمعنا مع فيمتو وتانغ والهريس والثريد والكثير الكثير من الحلويات! ...