كلما كانت الايام تجر رمضان نحوها
كلها زاد شوقي لهذا الشهر
كنت اشم رائحة العود في المصلى
واتذكر عندما أذهب مشياً إليه
جاء رمضان .. وحان وقت الذهاب لأداء صلاة التراويح
يؤسفني جدا عدم سماع الإقامة من المنزل
لذا فأنا أحرص أن أذهب بعد الأذان بدقائق
ومع ذلك فأكون متأخرة عليهن كالعادة
هن (عيايز الحارة) كنت أصلي ثمان ركعات ويصلين ٢٠!
على كرسي .. على الأرض آو يقفن بهمة ونشاط
في المصلى يحرصن (العيايز) على توزيع الماء
أو الاكتفاء بالتنبيه ان هناك (كرتون ماي بارد) في الخلف
ينبهنني دائما أن أضع سجادة آو شيء اخر
ابتسم عندما يقول الامام
(استقيموا)
فتجرني كل واحدة في صفها
(امايه لا تخلين مكان فاضي)
وبعد أداء صلاة التراويح يتبادلن التحيات
و(السوالف) ويذهبن إلي بيت احداهن
بينما أجر نفسي بهدوء إلى بيتنا المجاور لهن
هذا العام كالعام الماضي أذهب وحيدة
فوالدي يفضل الذهاب لمسجد آخر
بينما ليس لدي أي خيار وهذا المسجد يجاورنا
هذا العام تصطف صغيرات السن بأحجبتهن الملونه في الخلف
تصر (العيايز) أن (اليهال يصلن ورا)
حسناً وبما أن المكيف في الخلف بارد
اخبرتهن انني (صغيره) ولكن لم يعجبهن
ولم أتزحزح .. هكذا كانت الجولة الأولى
اليوم الثاني هناك من عاد إلى الخلف؟
وتسحب سجادتي إلى الجهة الأخرى قائله
(حبيبتي يلسي هنيه عند ربيعاتج آحسن)
وأرى الأخرى تضحك فهي تفهم أنني لا أطيق الحر
وانني لن استطيع الرد على جارتنا
فهي رسمياً أعلنت أنها تريد (ان يصكها المكيف)
اوكيه! حسنا جارتنا .. سآصلي بعيدا عنك
اليوم الثالث لم تأت صديقتي فاكتفيت بالصلاة بين طفلتين في غاية الأدب .. مهرة .. ومريم .. شعورهما بالخجل وهن يصلين بجانبي ذكرني (بالايام الخوالي) ... احببتهن وانتظرتهن اليوم التالي!
عاد الأطفال وازدحم المسجد .. والمفاجأه ان تلك الجارة احتلت مكاني والتفت لتنظر الي بطرف عينها (ليش امج ما تيي تصلي فالمسيد؟) نظرت إليها بابتسامة .. وأخبرتها أن والدتي يشق عليها المشي حتى المسجد .. وانها تفضل الصلاة في المنزل ..
لم نكمل الحديث حيث جاءت صديقتي اليوم وقررنا أن نصلي تحية المسجد بجانب بعض!! ،، وفجآه ازدحم مسجدنا الصغير أكثر وأكثر! حتى ان الصفوف اصبحت متراصه بشكل غريب؟ .. وعندما تأتي (عيوز) اخرى يبدأ الترحيب بآن المكان واسع وهناك الكثير من الآماكن رغم اننا لا نكاد ان نصطف بجانب بعض؟
في هذا الوقت تقوم جارتنا العزيزة التي احب فيها مبادراتها الدائمة بتحريك الصفوف .. (انتي امايه صلي هنيه .. لطيفه تعالي جدام .. حمدوه انتي صغيره ردي ورا .. شو اقولكم اليهال احسن ورا) وهكذا حتى يكون الصف كالتالي:
الأكبر عمرا في اول الصف
ثم الاصغر + من تفضل المكيف (انا ومن تسحب سجادتي)
ثم الاصغر
ثم الأطفال
قررت العودة للصلاة في آخر صف، رغم جميع الأعين التي رمقتني بآنني افسدت الترتيب .. فهنا الصلاه براحه اكثر وبدون أن افكر اين سأضع رأسي أو كيف سأسجد وكيف سأجلس ..
الأطفال عالم آخر .. البارحة أخطء المطوع في دعاء الوتر .. وتدارك الخطأ واكلمنا الصلاه، ولكن الصف الآخير كان يتقهقه ويضحك .. لم أمنع نفسي من الابتسام وان انظر اليهن بعد الصلاه .. ولكن قررن (عيايز الحاره) ان الاطفال ممنوعون منعا باتا من الصلاة في المسجد!
العيايز: شو اللي سويتنه!
اليهال: ماشي
العيايز: باجر ما بتون
اليهال: ليييييش
انا: حرام عليكم شو سووا؟
العيايز: شو سووا؟ والضحك؟
انا: عادي انزين يهال خلوهم
العيايز: لا لا لا ماشي
حسنا احب اصرار الاطفال فقد عادوا اليوم بهمة ونشاط .. ولكن الصلاة بجانبهن تشتت من يصلي معهن ..
(هاي تعدل شيلتها طول الوقت وتدز)
(وهاي تكفخ ربيعتها السرحانه عشان تنزل تركع)
(وهاي تروح وترد جدامي عشان تضبط مكانها)
(وهاي تصاصر ربيعتها)
ولكن فعلا فعلا وجودهن له حياة اخرى في المسجد! لا اتخيل ان اذهب ولا اراهن! العام الماضي لم يكن في المسجد سوى (العيايز) الاتي لهن جو اخر تماما! ...
بعد الانتهاء من عده ركعات للتراويح .. رأيت احداهن تحاول جاهدة ان ترفع اصبعها للتشهد، وصديقتها تخبرها ميكانيكيه ضم الاصابع هكذا وضمهن لبعض ثم رفع السبابه فقط ... هذا المنظر اسعدني .. واضحكني قليلا!
براءه الأطفال جداً جميلة!
وهمتهم للصلاة وادائها حتى الشفع والوتر مبهرة!
أسأل الله تعالى ان يديمهن على الخير! ويبارك فيهن!
ما احب ايضا عند ذهابي إلى المسجد، هو عندما ينتظرني عمي عند سيارته ليلقي إلي التحية بعد صلاة التراويح، شخص في غاية الطيبة .. :)
افكار احب ان ادونها .. لتبقى هنا :)
1 comment:
ما أروع كلماتك وأسلوب كتاباتك ! وجدت مدونتك بالمصادفة ويالها من مصادفة جميلة وكأن عيناي فتحتا على عالم منير مبشر بالخير ~ تذكرت نفسي في مقتبل العمر أخط سطورا تسعد قلبي و تسليني عن حالة الجمود في حياتنا اليومية و ها أنا أرى أن رقة الطباع في إحدى بنات الخليج الغاليات تعود بهن لمعاني الجمال في لغتنا العربية لنتواصل بها ونستمتع
تحياتي ~ مروه من الإمارات
Post a Comment