عند انتهائي من كتاب (نسرينا من بلاد الأفغان) وكتابة موضوع في المدونة عنه، ارسلت لي صديقتي في تويتر هذه العبارة (بنتبادل البتان) لم اتمالك نفسي وقتها من الضحك! فأنا فعلا بت احب القصص التي تتحدث عن أفغانستان، وفعلا اليوم التالي أعارتني كتابها (بائع الكتب في كابول) ... غلاف الكتاب لوحده ملفت، وانت ترى النساء الأفغانيات يتغطين بالـ(بوركا) .. البوركا هذه تشبه الـ(الشادور) في إيران، والـ(عباءة) في دول الخليج، ولكن البوركا لها صفات مختلفة! في زرقاء اللون، فضفاضه تنزل من الرأس لتغطي الجسم، الذي شدني في وصف البوركا هذه ان النساء يغطين اعينهن بشبك، فلا تكاد ترى العينين، ايضا قد تكون فتحه البوركا فقط بعين واحدة مما يمكن الرجال من معرفة التالي (الى اين ينظرن نساءهن) حيث ان هذه الفتحه تجبر صاحبتها بالالتفات بشكل كامل لترى ما تريد.
القصص في هذا الكتاب حقيقية، حيث سمح (سلطان) وهو رب الأسرة معيلها للكاتبة ان تعيش معهم في المنزل، حيث انه بائع كتب يحب أفغانستان وثقافتها الأشعار ويحب الكتب ويقرأها بشراهة، وعندما اخبرته الكاتبه انها تود كتابة كتاب عن العائلة الأفغانستانية سمح لها بالبقاء معهم، وجمعت القصص التي كان يخبرها بها اصحاب المنزل، وفعلا لها اسلوب كتابة جميل جدا، يسمح لك ان تشاهد الأماكن بخيالك وان تعيش مع الشخصيات.
تعلمت اشياء كثيرة عن أفغانستان في هذه القصة، فمجتمع افغانستان مجتمع يبجل الرجال ويقبع النساء، فهن في المنزل لا سلطة لهن ولا يستطعن ان يبدين رأيهم في شي، الحب في أفغانستان من الأمور التي قد تتسبب في قتلك! فمجرد ان يعرف أحد ان فلانا احب فلانه حتى لو كان حب عذري، فهذا كفيل ليجعل العائلة كلها تتعرض لفضيحة لا مثيل لها.
سلطان سجن كثيرا لبيعه كتبا تمنعها طالبان وغيرهم من الحكومات، مثل الكتب المصورة، او التي تحتوي على صور نساء او كتب تتحد عن السياسة، ولكن في كل مرة كان يسجن فيها كان يتبر امره برشوه الحراس ليتم تسريب الكتب له ويتثقف بكتب تاريخية واشعار! ... هذا هو سلطان، لا يردعه شي عما يريد! ... بدأ من الصفر ليجعل عائلته ذات مكانة مرموقة ومثقفة!
تحدثت الكاتبة عن العديد من الاشياء، كوالدة سلطان التي تحب الحلوى وابنتها ليلى التي تعمل كالخادمة في المنزل، وعن اخواتها وكيفية زواجهن، والتجهيز للزواج وانتقال الزوجه من هذا البيت للآخر، تحدثت عن الكاتبة ايضا عن الاحداث التي مرت في افغانستان والتغيرات السياسية ودخول السوفييت، وتحدثت عن منصور ابن سلطان الذي كان يدير بكسل احدى افرع مكتبات والده، تحدثت عن انتقال بعض افراد العائله الى باكستان! وعودتهم الى كابول ... تحدث عن قصص كثيره كقصه النجار اللص الذي لم يرحمه سلطان ابدا! ... والكثير الكثير!
تعرفت من الكتاب على رياضة غريبه وعنيفة جدا يمارسها الأفغان وهي رياضة الـ(بوزكاشي) حيث يمتطي فريقان الخيول ويتنافسون على تلاقف معزة قد فصل رأسها، هذه صورة من هذه الرياضة
في الحقيقة وصفت الكاتبة كثيرا شوارع كابول المتسخة ، وانها مدينة حل عليها الغبار في كل ناحية، وصفت حياتهم الفقيرة وعاداتهم وتقاليدهم، اعتقد للاننا في دولة يكثر فيها (البتان) فكان من السهل علي تخيل ملابسهم وعصبيتهم وعاداتهم وتقاليدهم! .. فلا انسى ذلك اليوم في العيادة عندما جلست بجانبي امرأة افغانيه ترتدي البوركا، وكيف كان وجي مصدوما! ظننتها مريضة وتشعر بالبرد الشديد! لذلك تلف نفسها بهذا (الشادر) ولكن والدتي اخبرتني انها كالعباءه لهم!
على العموم! كتاب جميل جدا، استمتعت بقراءته من الغلاف إلى الغلاف!
2 comments:
اول مره اسمع عن الكتاب بس ضحكتيني يوم قلتي البتان اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم ٫٫٫ من اللي اشوفه في الاخبار حسيت انه المرآه الافغانيه تعيش في مجتمع لا يقدرها بس بدور الكتاب شجعتيني :)
شنو (بوركا) الحمدالله والشكر.. اسمه (برقع) خخخخخخخ
Post a Comment