عندما كنت أتجول في (فيرجن-ميغا-ستور) مول العرب في مصر، كانت نسخ رواية علاء الأسواني (نادي السيارات) قد تكدست بكثرة وقد عُنوِنت بأنها رواية حديثة، بسرعة فائقة قمت بتحليل رواية شيكاجو وعمارة يعقوبيان، هل سيكون نادي السيارات أفضل؟ هل ستكون خالية من المفردات "الفاحشة"، قمت بالاطلاع على سعر الكتاب فكان (٦٠ جنيها)، سعر الكتاب غريب مقارنة بأسعار الكتب في مصر! .. ومن ثم قرأت الملخص التالي:
"يصطحبنا علاء الاسواني الى مصر الاربعينيات من القرن الماضي، الى مجتمع بدأ تذمره يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك على استحياء ان له حقوقا طال صمته عنها. وما بين ملك منغمس في لذاته الخاصة وكبير الخدم الملكي يتصرف كملك فوق الخدم ومحتل انجليزي لا ينفك ينظر الى المصريين نظرة احتقار واستعلاء، يعقد مقارنات بين المصريين حينها والمصريين الان، طارحا الأسئلة كافة التي شغلت عقولهم وما زالت تثير حيرتنا"
قررت شراء الرواية، وفي الحقيقة لا تخلو الرواية أبداً من مفردات تخدش الحياء، ولا تخلو من تفاصيل جميلة عن مصر في الأربعينات، تبدأ الرواية باختراع السيارة في أوروبا، ورحلة المكتشف الأولى التي عمت بالفشل ومن ثم النجاح الباهر، ثم تنتقل القصة إلى مصر التي كانت في ذلك الوقت محتلة من قبل بريطانيا، وكان الأجانب فيها يعاملون المصريين كأنهم أغبياء ومتخلفين وليس لهم حقوق أبداً، بينما يتميز الإنجليز في مصر بمزايا كثيرة ومعاشات عالية لا يحصلون عليها في بريطانيا، يتحدث علاء الأسواني عن نادي السيارات الذي استقطب الأجانب وبعض المصريين الأثرياء ذوي النفوذ والبذخ ويتحدث أيضا عن الخدم وعمال المخزن والتنظيف والبار والكازينو والقمار في نادي السيارات! كيف هي حياتهم وكيف يتولى أمرهم (الكوو) وهو رجل أسود ذو نفوذ اتخذ الضرب وسيلة لتأديب الخدم! كان يتحدث عن أحد أهم أعيان الصعيد احفاد الهمامية! الذي كان ثريا جداً ومن ثم أصبح فقيراً وعمل في نادي السيارات، كيف عاشت اسرته، كيف دخل ابنه كامل في التنظيم السياسي، ويتحدث عن الملك المبجل! الذي يبيت في صالات القمار ويسكر ويتم انتقاء النساء له،،،
انتهيت من قراءه الرواية بما يقارب ثلاث أو أربع جلسات! .. رغم تحفظي على الألفاظ والتفاصيل الجريئة، فإن لعلاء الأسواني اسلوب منفرد بالتحدث عن عدة شخصيات بتفاصيلها دون تشتيت القارئ، وجميع الشخصيات باختلاف الطبقات والأماكن والوصف تصب في قصة واحدة مندمجة معا.
لم تكن نهاية القصة مرضية، ربما في الحقيقة لم أشعر أن القصة انتهت! في اخر صفحات هذا الكتاب شعرت أن هناك شيئا ما ينقص القصة! ،،، كأنما انهى الكاتب القصة باسلوب اراد ان ينهي به القصة بسرعة لا أكثر! ... وددت ان تكون النهاية سعيدة (وهي كذلك) ولكن مع تفاصيل أكثر! .. واقعية أكثر! ...
على العموم، رغم الاعتراضات التي قرأتها في ( Good Reads ) فأنا على الصعيد الشخصي استمتع جداً عندما أقرء أي كتاب يصف حالة الشعوب الشعبية! تماما عندما يصف الكاتب مصر في الأربعينات أو عندما أقرء عن أفغانستان! ،، أو غيره من الروايات التي تحمل ثقافات مختلفة! ... :)
مع أرق تحية،،،
4 comments:
يعجبني كثيرا تكلمه عن عدة شخصيات في آن واحد .. على الرغم من أن الكثير من الكتاب عندما يكتبو عن عدة شخصيات يضيعون القاريء
تعجبني طريقته في الكتابه برغم من تحفظي على المفردات التي تخدش الحياء ..وعلى الرغم من النهايه الغير متوقعه و الغير مرضيه فاني استمتعت بالروايه
Mariam:
فعلا له طريقة مميزة بسرد احداث عدة شخصيات ومشاعرهم!
Anonymous:
النهاية أسوء من الأفلام الهندية للأسف -ـ- تستخف بعقل القارئ نوعاً ما
Post a Comment