يوم الجمعة من الآيام التي أحب أن أقرر أن أتنازل عن كسلي فيه وأبدء بالطبخ، ولكن هذه المرة قررت ابنة أخي (ر) أن تساعدني بتحضير الغداء، جلست على الطاولة الرخامية بجانبي وهي تراقب كيفية تقطيع الطماطم ولم أسلم من توجيهاتها: لماذا تقطعين الطماطم هكذا؟ نحن نقطعه فالمنزل هكذا ثم هكذا (وهي تأشر بيدها وكأنها تذبح ذبيحة)، ثم أضفت الروب إلى الطماطم وهي استعدت لتقلب الخلطة! ... (أنا أعرف أخلط خليني انا أخلط) .. تركتها تخلط وأنا أقطع بقية الخضروات ثم تبادلنا الحوار التالي:
ر: عموتي يوم تكبرين شو تبين تشتغلين
(لوهلة شككت بنفسي، فأنا حاليا لدي وظيفتي التي أتحدث عنها يوميا)
أنا: طباخة
ر: هههههه تبين تشتغلين طباخة؟
أنا: هيه بشتغل طباخة وبفتح مطعم وانا بطبخ فيه
(في هذه اللحظة دخلت ر في تفكير عميق جداً وهي تقلب الروب)
ر: كيف يعني شو بتسوين؟
أنا: بسوي مطعم وبخلي الناس ايون وبطبخ لهم، شو رايج انتي تشتغلين معاي؟
ر: عموتي يعني شو بسوي؟
أنا: أنتي بتاخذين الطلبات .. وتعطيني أياهم وأنا بطبخ
ر: لا أنا أبا أعطي الناس الأكل
أنا: هيه أنتي خذي منهم الطلب وهاتيه وعقب شليه حقهم اوكي؟
ر: بعد يوم يخلصون أنا بشل الأكل ... أوكي؟
أنا: أوكيه ... شو رايج بنخلي (مون) تكون ع الكاشير وهي تاخذ الفلوس؟
(توقفت ر هنا عن تقليب الروب وبدأت تنظر إلي بعينان قد استدارتا استغرابا)
ر: همممممم يعني مون بتاخذ كل الفلوس؟ بتستوي غنيه ونحن لاء؟
(لم أتمالك نفسي من الضحك هنا حيث أن الحوار أصبح ممتع جداً معها)
أنا: لا لا .. مون بس تاخذ الفلوس من عندهم بعدين كل حد يساعد فالمطعم بياخذ فلوس
ر: يعني هي تاخذ شوي ... وأنتي شوي ... وأنا شوي؟
أنا: هيه بالضبط .. شرايج نخلي (دمدم) تساعدني في المطبخ؟ و(مرمر) تساعدج فالطلبات
ر: لا لا .. خلي مرمر تساعدج في الطبخ .. ودمدم معايه هي تاخذ الطلبات وانا اعطيج
أنا: أوكيه
(ر دخلت في تفكير عميق مرة أخرى)
ر: عموه آنا عندي فكرة أحسن ... خلي مرمر تغسل الصحون
(مجرد ملاحظة آن ر ومرمر في شجار دائم .. لم أستطع أن لا أبتسم بعد هذه الجملة)
أنا: أوكيه! ولكن اللي يغسل الصحون ياخذ فلوس أكثر لأنه يشتغل وايد
( ابتسمت ر وهي تخرج لسانها كعادتها عندما تقرر أن تقول شيء تعرف أن من معها لن يتقبله)
ر: عيل عموه انا ابا أغسل الصحون
أنا: ههههههه أوكيه
هنا سمعت (ر) والدتها وهي تخبر أخاها الصغير أنهم سيغادرون، لم يعجبها الوضح حيث أننا لم ننتهي من الغداء ولا من التخطيط لمستقبلنا الوظيفي! ،، ترجتني أن أتحدث لوالدتها ولكنها لم تستطع الصبر فقفزت من الطاولة لتطلب هذا الطلب شخصيا من والدتها وعادت لتجلس في نفس المكان وهي تنظر إلي بنظرة كأنها تقول: أكملي
أنا: شو بنسمي المطعم؟
ر: اممممممم
أنا: نسميه مطعم الأكل اللذيذ؟
ر: لا لا لا؟ شو هذا عموتي
أنا: عيل شو؟
ر: مطعم الآكل الحلو الحلو الحلو الحلو اللذيذ
أنا: ههههههه
(بدأت ر تتحدث وهي تاشر بكلتا يديها الصغيرتين وكأنني لا أفهم)
ر: شوفي لو سميتي مطعم الأكل اللذيذ منوه بييج ؟ هاه منوه؟ بس لو سميتي مطعم الأكل الحلو الحلو الحلو الحلو اللذيذ كلهم بيدخلون عشان اسمه
أنا: صح
كان حوار ممتع بالنسبة لي :) ، ولا أخفي عليكم أنني أحببت اسم المطعم .. :)
حياكم في مطعمنا!