Wednesday, June 20, 2012

أثقلت بالهم ..


أثقلني الهم، فلم أعد احتمل أن أبتسم بصدق، أشعر كأنني عجوز قد جاوزت الثمانين من العمر، تجلس على قارعة الطريق لتشتكي للقاصي والداني، هكذا أشعر "أنا" .. فلقد نسيت من أكون، أشغلتني الأفكار "عني".

رغم إيماني التام أنه من الغباء أن نشعر بالهم والحزن بسبب العمل، إلا أن الحزن والألم والتعب الذي أشعر به منذ فترة ليست ببسيطة سببه العمل، أثقلت بالأعمال حتى أنه لم تعد لي أي طاقة للعمل، ومازالوا يؤمنون أن لدي القدرة لإنجاز، أخبرت مديري أنني لا استطيع تحمل هذا الكم من المهام، فلا توجد أي حوافز حتى النفسي منها! .. فرد علي بكل ثقة: آنتي انسانة لا تعيشين دون عمل. أخبرته انه مخطئ، ولكنه لم يصدق، شعرت "بغبن"، فذهبت أشتكي إليه ولكنني عدت خائبة الأمل، حسناً، ربي اغفر لي سوء نيتي، ولكن لن أعمل أكثر من طاقتي .. عندها فقط سيعلمون أن هذه المهام التي تتراكم هنا وهناك يجب أن توزع بصورة صحيحة على الموظفين.

في إجازة حسدني عليها الكثير، ظن كثيرون أن هذه الإجازة كانت كافية لأن أجدد طاقاتي، لم يظن البعض أن الإجازة التي تقضى في (المستشفى) ممتعة؟ لماذا يحسدني البعض على أيام لم أستطع حتى أن أفتح شباك النافذة؟ .. أيظنون أنه من الممتع أن أرى أحد والدي يتألم؟ ... أم أنه من الممتع أن يخفق قلبي خوفا كلما تحرك شيء ما في الغرفة ظنا مني أن هناك ما يتعب والدتي؟ ... أين المتعة في أن أقضي إجازة أرى فيها من أحب تتألم وأنا لا أستطيع مساعدتها؟ ... لم يشعر البعض أنني سخيفة لمجرد أن أقول (أحتاج إجازة لنفسي)!! ... ذات يوم قال أحد الزوار (وانتي فرحانة طبعاً عندج إجازة) .. ابتسمت ببلاهه! .. أيعقل ما يفكر به البعض؟ ... لا أتمنى لأي أحد كان أن يشعر بما أشعر، أو أن يتألم أحد لوجع شخص آخر، هذا الشعور يكفي لأن تشعر أنت بهذا الألم.

في ظروف أخرى .. يسآلني كل ما يقابلني عن حالي .. ويبدون الإهتمام الوهمي الذي أعرف ببساطة أنه فضول ليس إلا، يبدأون بالكلام، بالتحليل والاستنتاج بناءً على أفكار لديهم أو أحاديث سابقة استمعوا لها هنا وهناك، ولا يخجل البعض من مشاركتي هذه الأفكار والأحاديث، أما أنا فأشعر كأنني صندوق (شكاوي) .. يضع الناس فيه قصاصات ورق تحتوي كلمات كثيرة ليس فيها أي "جميل"، ثم يغادرون بعيدا، دون أن يفكروا أن هذا الصندوق أثقل وفاض بما حمل! .. لا أحب تعاطفهم الكاذب، ولا أحب مجاملاتهم السخيفة، ولا أحب فضولهم القاتل، ولا أحب استنتاجاتهم التي ومقترحاتهم الفاشلة، لا أحب السلبية التي يحاولون أن يقنعوني بها! .. أنا انسانة مؤمنة، متفائلة، آمنت بقضاء الله وقدره بصدق، قد أحزن ولكن لا أقنط ولا أتشاءم ولا أجزم بالسيء حتى يحصل! .. فلماذا يصر البعض على أن يمزق هذه الصفحات فيني؟ لماذا يصر البعض أن يريني أن العالم جداً سيء وهم من يحبون مصلحتي فقط؟

كل ما أحتاج إليه الآن إلى إجازة طويلة، بعيداً عن العمل، والمنزل وكل الناس، أحتاج لأن ترى عيني أرض الله الواسعة، أن أتنفس الهواء الطلق، أن أمشي بهدوء دون أن يحدثني أحد، أن أستيقظ باكراً وأشرب كوباً من القهوة مع نفسي، أن أقرء كتاب الله وأنا أبتسم ... كل ما أحتاج إليه هو السفر .. لمدة طويلة، دون أن يتحدث إلي أحد ...لا أريد أن أرى وجوه المنافقين، ولا استمع لكلماتهم السامة المغلفة بالسكر ..  أود أن أبكي وحيدة .. أود أن أحقن نفسي بجرعة من الراحة النفسية .. وأن أتناول قرصين من الرضى .. وكأساً من الحب ... كم تشتاق عيني لأن ترى تلك المناظر الطبيعية الجميلة، فهي غالباً ما تكون علاجي الوحيد.

.. الحمدلله بكرة وعشيا .. 

5 comments:

Walking_towards_you said...

(وانتي فرحانة طبعاً عندج إجازة)
ماهذه البلاهة

الله يشفي الوالدة ويسبغ عليها أسباب الصحة

كثيرون لايقدّرون أن الوحدة راحة وعلاج يعتقدون عندما تكون وحيداّ مع نفسك أو مسافراً لوحدك بأنك مريض نفسي
لايعلمون أن الابتعاد أو الجلوس وحيداّ هو أفقُ أوسع مما يعيشون فيه

أتمنى لك الراحة التي تنشدينها

..والحمد لله بكرةً وعشيا..

UAE said...

قولي الحمدلله

نازفة أمـل..~ said...

“ إذا كنــت وحيــدآ ! 
فلآ تشعــر بآ لحــ:-(ــزن ~ 
لآن آلقمــر رغــم وحــدته :::: 
آجمــل مــآ فــي آلسمــآء ~.”

مهرة سالم said...

السلام عليكم ..
الله يشفي الوالده ويحفظلج الوالد
..
نعم نحتاج لإجازه لخلوه خاصه مع أنفسنا ونعم نحن نستحقها
...
كلماتك رسمة لي مكان واحد
هناك أرتاح المدينه المنوره
..
في حفظ الله

Anonymous said...

الله يعافي الوالدة .. و يريح بالج حبيبتي