24/6/2020
لم تكن أيام الجائحة والوباء أياماً سهلة، لم تكن سهلة إطلاقاً، المشاعر متضاربة، الأخبار كثيرة، المشاعر متوجسة، شهور عديدة ولا توجد أي محادثة تخلو من أخبار الوباء! عدد المصابين! عدد الوفيات! عدد حالات الشفاء! مقارنات ورش دورات تعليمات سلامة! ...
أصابنا هوس النظافة والتعقيم وأصبحنا خبراء! ولما لا؟ ونحن نعيش تجربة جديدة عصيبة على المجتمع! ... نسمع بأخبار المصابين! أو عائلة كان فقيدها من مرضى كرونا! أو أحد المخالطين وقد حجر... كانت تسعدنا حالات الشفاء وتحزننا حالات الفقد والاصابة لمن لا نعرفهم! ...
تعلمنا أسس جديدة في قواعد الصحة والسلامة عند ارتياد الأماكن العامة وخصوصا محلات البقالة والتموين او الأسواق! .. كمامات قفازات ومعقمات! ... لا يمكن اصطحاب الأطفال او الكبار .. كيفية تعقيم المشتريات! ... كيفية التعامل مع طلبات التوصيل!
أصبحنا نعمل عن بعد! .. اجتماعات الكترونية .. دورات الكترونية .. والكثير من الجلسات النقاشية الالكترونية .. تم تطوير الأنظمة وكسر قواعد العمليات من التقليدية الى الالكترونية .. فلم يعد بالإمكان ان نتواصل خلال الجائحة وجها لوجه! .. او أن نستخدم الأوراق ... خلال الجائحة تحول الكثير من (المستحيل) إلى (واقع محقق) ..
كانت للأمهات تجربة فريدة لن تنسى في التعليم الالكتروني وكذلك للطلاب من الروضة والى الجامعة ... كانت دولتنا سباقة وريادية في تحقيق التعليم عن بعد، واكبت المدارس هذا التغير المفاجئ بطرق مختلفة ... عملوا على إيجاد حلول مع الطلاب وذويهم ... لم تكن سهلة .. لم تكن واضحة .. ولكنها في النهاية أنجزت ! ...
منع السفر! وكانت اقصى درجات السياحة لشهور عديدة هي شراء علبة الحليب من السوبرماركت! .. ثم مراكز التسوق التي بدأت بإعادة التشغيل جزئياً ...
منع التنقل بين بعض المدن! ... حتى يومنا هذا لا تزال الإحاطة مستمرة خصوصا في مدينة ابوظبي وضواحيها (مدينة العين والظفرة) ... ولكن اليوم؟ تم اعلان انتهاء برنامج التعقيم الوطني ... الحجز الذي كان يبدأ الساعة الثامنة انتهى ... الحجر الذي كان يبدأ الساعة العاشرة انتهى ...
أقسى ما مرينا به وما زلنا نمر به .. هو عدم الاقتراب من أهالينا.. لا تستطيع أن تقبل والديك .. جدك وجدتك .. أو أي شخص كبير في السن ... لم نعد نزور بعضنا البعض ليس لأنه قانون ملزم! .. بل هو الحب والخوف من تعريض أي شخص بالإصابة .... لم نلتقي كما اعتدنا على مائدة إفطار رمضان! ... لم نتبادل الزيارات يوم العيد ....
أجبر الأطفال على التزام البيوت .. وكم كان صعباً عليهم ان يتأقلموا مع حقيقة وجودهم في المنزل طوال هذه الفترة ... كم بكت ابنتي وهي تقدم لي وعودا كثيرا بانها لن تلمس شيء وستلبس قفازات وكمامة، وذلك لأسمح لها بان تذهب معي لشراء المثلجات ولا تنتظر فالسيارة! (أود أن أختار بنفسي) ...
نسمع نداء الصلاة .. الأذان .. ونشعر بشعور غريب يلامس القلب عندما ينادي المؤذن (الصلاة في بيوتكم)، أين زحمة السيارات امام المسجد؟ .. أين الأطفال والرجال الذين يتجهون الى المسجد قبل الإقامة؟ ... صلاة التراويح ... كلها أشياء افتقدناها ...
لم ينتهي الوباء! ... ولم تتوقف الحالات كلياً ... واليوم كان الخبر المبهج، بأننا نعود ليوم كامل 24 ساعة بدون قيود حركة، وهذا أسعد الكثيرين! ... نستبشر خيراً ... أن هذه الأزمة ستنتهي ... وكما قال الشيخ محمد بن زايد ... القائد ... الوالد ... السند ... والعون .... ( هذا الوقت سيمضي ) ...
هنا وجب شكر ولاة الأمر لإدارتهم الأزمة بشكل استثنائي... لكل العاملين في الصفوف الأولى لما قدموه خلال الأزمة .. لكل من عمل في برنامج التعقيم الوطني ... لكل مواطن ومقيم ملتزم ....
هنا .. أحببت أن أسجل صفحة للذكريات ... وكم أتمنى أن أسجل صفحة أخرى عند انتهاء الأزمة ... همسة: لن أفتقد صوت التنبيه في الهاتف أبداً ...
اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والزلازل والمحن برحمتك ولطفك، - لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
No comments:
Post a Comment