دائما كنت أتمنى الذهاب إلى القطب الشمالي لمشاهدة أضواء الشمال، رغم أن هذه الظاهرة تحدث بسبب الرياح الشمسية التي تؤثر في القطبين، إلا أنني لم أفكر أبدا بالقارة القطبية الجنوبية.
اليوم وأنا أشاهد قناة Travel كنت أتساءل: لما تعرض قناة سفر فلماً وثائقياً عن حيوانات القطب؟ ولكن في الحقيقة ما كانوا يعرضونه هو مشاهد من رحلة مغامرات سياحية - كما يسميها صاحبها - إلي أنتاركتيكا ! ... ذهلت فعلا من المناظر، أخذ يشرح إلى أين سيذهب وقال أنه الآن في القارة القطبية الجنوبية وينوي الذهاب إلى القطب الجنوبي! لا طالما ظننت أن القارة هي نفسها القطب؟ ولكن كان هذا اعتقاداً خاطئ، حيث أن الوصول إلى القطب يتطلب جهداً لا يستهان به! ابتداءً من الظروف المناخية الصعبة، إلى الجهد العضلي المبذول والخطورة الكامنة في المكان نفسه.
شعرت بالخوف عندما كانوا يتسلقون ثلاثتهم ليصلوا إلى قمة الجبل ثم سقط الأول - القائد - واختفى نصفه السفلي وأمرهم بصوت مرتفع آن لا يتحركوا و أن يجلسوا مكانهم، وعندما حاولوا انقاذه صرخ بصوت عال بوجوب الجلوس، حتى بدأ يخرج وهو يقول: هذه الحفرة لا قعر لها! .. كيف سيكون مصيره لو سقط وسحب من وراءه؟ لم أكن أتخيل أن تكون هناك خطورة حتى في موضع قدمك! ... أما مقدم البرنامج أكتفى أن يقول أنك لن تشعر بالفرق إن كنت على سفح الجبل أم القمة ، فكل ما ستراه هو الثلج! ... مذهل! سبحان الخالق ... أكملوا طريقهم ولكن لم يستطيعوا الوصول للقمة لسوء المناخ، وعادوا أدراجهم وهم سعيدون بما وصلوا إليه ..
ولكن في طريق العودة وهم في السفينة، واجهتهم رياح عاتية وكأن الأمواج تلعب بالسفينة فترفعها تارة وتسقطها تارة أخرى .. واستمر ذلك على مدى ٢٤ ساعة! .. آه كم هو متعب! .. جميعهم ملتفون ويشعرون بالبرد القارس! .. وهناك من تقيء عدة مرات بسبب سوء المناخ وحركة السفينة .. حتى اشرقت الشمس مرة أخرى واقتربوا من اليابسة واستبدلوا ملابسهم الشتوية بملابس صيفية خفيفة وهم في قمة السعادة! ...
لا أكذب عليكم فقد أخافتني هذه الرحلة كثيراً خصوصاً أنني لا أحب الثلج! ولا أحب أن أشعر بأن أطرافي قد تجمدت أو أن أنفي يكاد يكون منحوتاً من الثلج! .. تخيلت نفسي مكانهم وقررت أن لا أتمنى الذهاب لأي قطب! ولكن قطع حبل أفكاري مقدم البرنامج وهو يقول بوجه تشع منه السعادة أنه استطاع الوصول إلى هناك ..، وأنه رآى بعينيه ذوبان الثلج نتيجةللإحتباس الحراري وحث على أن نعتني بالطبيعة ،،، وأنها مغامرة رائعة ..... الاحساس الذي احسسته من كلامه جعلني اتمنى مرة أخرى الذهاب إلى هناك! ،،، ولكن في الحقيقة قد أكتفي بألاسكا! .. أو آيسلندا ... فمن هناك استطيع رؤية الشفق القطبي! ...
هنا بعض المعلومات عن أنتركتيكا - ويكيبيديا:
قارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا، هي قارة في أقصى جنوب الكرة الأرضية، تقع في منطقة القطب الجنوبي في نصف الكرة الجنوبي، بالكامل تقريبا جنوب الدائرة القطبية الجنوبية، ويحيط بها المحيط الجنوبي. مساحتها 14.0 مليون كيلومتر مربع (5.4 مليون ميل مربع)، وهي خامس أكبر قارة في المنطقة بعد آسيا، أفريقيا، أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية. حوالي 98 ٪ من القارة القطبية الجنوبية مغطاة بالثلوج، والتي يبلغ متوسط ما لا يقل عن 1.6 كيلومتر (1.0 ميل) في السمك.
أنتاركتيكا، في المتوسط، هي القارة الأكثر برودة وجفافا، ورياحا، وتحتوي على أعلى متوسط ارتفاعات من جميع القارات.تعتبر أنتاركتيكا صحراء، مع هطول الأمطار السنوي 200 مم فقط (8 بوصة) على طول الساحل، وأقل بكثير في الداخل.
النباتات:
مناخ القارة القطبية الجنوبية لا يسمح نمو النبات بشكل كبير. فمزيج من انخفاض درجات الحرارة، وضعف التربة النوعية، وعدم وجود رطوبة، وعدم وجود ضوء الشمس تحول دون ازدهار النباتات. نتيجة لذلك، تقتصر الحياة النباتية في الأغلب على الحزازيات وحشيشة الكبد نبات طحلبي.
الحيوانات:
جد مجموعة متنوعة من الحيوانات البحرية تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر، على العوالق النباتية. تشمل حياة البحر القطبي الجنوبي البطريق، الحيتان الزرقاء، أوكرا ثانية ، الحبار الضخمو وفقمة الفرو. والبطريق الإمبراطوري هو البطريق الوحيد الذي يولد خلال فصل الشتاء في القطب الجنوبي، في حين أن البطريق Adélie السلالات جنوبا من أي بطريق أخرى. والبطريق Rockhopper قد الريش المميزة حول العينين، وإعطاء مظهر الرموش مزيدا من التفاصيل. البطريق الملك ثانية، Chinstrap البطريق ليالي، وجنتو البطريق ق أيضا تولد في القطب الجنوبي.
هل من مرافق إلى القطب الشمالي/الجنوبي؟
للعلم متوسط درجات الحرارة يبشر بحرارة تقارب ال-٧٠ في أغسطس وعليه سيتم تأجيل الرحلة إلى ديسمبر حتى يعتدل الجو إلى -٣٠ !!! لوووول
سبحان الله! مع هذه الدرجات لا تزال البطاريق تعيش دون أن تتجمد! أتخيل أن كل من سيذهب هناك سيتحول إلى لوح ثلجي كما نرا دائما في الرسوم المتحركة! .
سورة آل عمران(3)
قال الله تعالى: {إنَّ في خَلقِ السَّمواتِ والأَرضِ واختِلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأُولي الألبابِ(190) الَّذين يَذكرونَ الله قِياماً وقُعُوداً وعلى جُنُوبِهم ويَتَفَكَّرُونَ في خَلقِ السَّمواتِ والأَرضِ ربَّنا ما خَلَقتَ هذا باطلاً سبحانكَ فَقِنَا عذابَ النَّارِ(191)}