Tuesday, August 21, 2012

بوح .. أيأتي النهار بعد ليل طويل؟



كان شهر رمضان يشارف على الانتهاء، عندما كنت الملم بقايا انسانة متفائلة مني، بعد صبر طويل أمن الله علي بفرج من عنده لا يعلمه إلا سواه، فابتسمت ابتسامة مصدرها قلبي الذي لم يعد يحتمل أحد، دعوت صديقاتي لنتبادل الحديث ونغير جو العمل الذي أثقل علينا همومنا، فاجتمعنا بعد صلاة التراويح في منزلي، كنت سعيدة جدا بحضورهم، وكنت سعيدة لسبب آخر اتركه لي! .. (الحمدلله) هكذا أجبت اختي التي سألتني اليوم التالي (كيف حالج؟) .. ابتسمت وهي تنتظر مني أن أكمل حديثي .. فقلت (أنا سعيدة...) .. فقالت .. (لو لم أراك البارحه لقلت لغير ذلك، ادام الله عليك هذه السعادة) .. نقطة

قررت أخذ إجازة لمدة يومين، وغضب والدي بشدة عندما علم ذلك، ونهرني وأمرني بالذهاب إلى العمل والتوقف عن الشكوى والكسل والتقاعس، كما أعطاني محاضرة في الأخلاق المهنية، هنا شعرت بغضب شديد كتمته لسبب واحد وهو (بر الوالدين) .. وانتظرت حتى هدأت قليلا ثم ذهبت إليه .. فقلت له ..(لن أذهب إلى العمل غدا ،، أرجوك ... أنا أحتاج لعدة أيام من النوم) ... فأنا فعلا أحتاج لعشرات الكيلوات من النوم والراحة! ... فقال (ليش؟ .. ثرج شو تشتغلين؟ .. تروحين المكتب وتردين ..) ... حسناً يا والدي العزيز ... نظرت اليه وانا احاول أن لا أضحك بعد هذا الرد الغير متوقع وقلت له: (أرجوك .. هي عدة أشهر لم أذق فيها طعم الراحة ... ولا النوم .. فقط عدة أيام .. أود أن أنام) .... نظر إلي مطولاً ... ولم يعلق .. فهو يعلم كم كانت هذه الشهور قاسية وأنا أعيشها بصمت مطبق ..! ... والحمدلله حصلت على عدة كيلوات من النوم ولا أستطيع التفكير أن بعد غد هو أول يوم عمل بعد عيد الفطر المبارك - (أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات) ...

لا أعرف كيف سأستيقظ باكراً .. فقد اعتدت على التأخر بالنوم، وحتى إن استيقظت مبكراً .. فأنا لا أحب النهوض من الفراش .. (مفهوم خاطئ لتخزين الراحة وانني لن احصل على هذا الوقت لاحقاً) ... ولكن أعرف أنني سأستيقظ باذن الله بثقة وابتسامة حقيقية افتقدتها منذ زمن ... الآن فقط أشعر بتلك الثقة التي فقدتها من بين يدي ... الأن فقط أشعر أن الله تعالى أعطاني فرصة أخرى في حياتي ... لأرها بمنظور آخر أكثر عقلانية ... فكم بكيت على الليل الذي لم أعد أرى له نهار .. وتشبثت بالدعاء .. حتى انقشع ظلام الليل بنور النهار .. 

أعرف أنني سببت الألم للكثيرين بصمتي المطبق، أو غضبي الغير مبرر من قبلهم، وأنني سببت جو من التوتر لواديّ واخوتي، أعلم أنني كنت إنسانة من عالم آخر .. فلم أكن أنا .. وهنا مساحة صغيرة خجولة .. لأعتذر منهم .. ومساحة أخرى لأشكر كل من رسم على شفتيّ الابتسامة عندما احتجت لمن يشاركني همي! ... فسامحوني يا "أنتم"... وشكرا لكم :) .. يا "أنتم" ،، 

أنا يارب ... لك ممنة ... سخرت لي من لدنك رحمة في الأرض ... فلك الحمد ولك الشكر! ... 

لا تنسوني من صالح الدعاء ... :)

2 comments:

___ said...


الله يديم عليج السعادة :)

الشـــيــــــماء said...

جميلة هي الازمات .. مهما كانت قسوتها
الا انها دائما نقطه تحول في حياتنا ناخذها بكل امل لنغير مستقبلنا بيدنا مؤمنين بأن الله معنا

معظم النجاحات العظيمة تظهر في عز الازمات
واجمل التغيرات والتحولات تظهر من قمة الحزن

لاتحزني على مامضى
فلكل ابتلاء فرحة مخزونه

ومن يحبك بصدق سيقدر ظروفك وسيعلم بانها فترة مؤقته

لك ابتسامه تتمنى لك كل الخير :)