Monday, July 8, 2013

تلاشا صوتي بعيدا ،،،،



مر اسبوع وأنا أشعر باحتقان في حنجرتي، ولم أعره أي اهتمام ظناً مني أنها مسأله ستنتهي خلال عدة أيام، حيث كان الألم يذهب ويعود وهكذا! مر الاسبوع واستيقظت ذات يوم وأنا أشعر ككرة شوك استقرت في حنجرتي، زكام وكحه وشعور مؤلم! .. زارتني اختي وبنات عمتي وكنا نتبادل أطراف الحديث ونضحك، كان حديثي معهم بصوت مضحك! متلاشي! مبحوح! لم أستطع حتى الحصول على دوري في الحديث إلا بعد مشاجرة! مع مجموعة من الفتيات من الصعب أن تكمل "سالفه وحدة"! ... وعندما استرسلت بالحديث قاطعتني ابنة عمتي قائلة (شو فيج مريضة)! .... تجاهلتها حتى استطيع اكمال ما اخبرهم به (نعم بين مجموعة فتيات، يكون الانجاز أن تنتهي من حديثك كاملا دون مقاطعة، حيث أننا نندمج ونشارك ونسأل دون أن ننتظر).

استيقظت اليوم التالي وتجهزت للذهاب إلى العمل، وعندما حاولت أن أنادي الخادمة لم تساعدني حنجرتي أبداً! .. حتى الصوت المبحوح قد تلاشى! .. عقدت حواجبي متسائلة وغيرت اتجاهي من طريقي إلى العمل إلى طريقي إلى المستشفى.

دخلت المستشفى وأخذت رقم لأنتظر دوري، تجلس بجانبي الخادمة بهدوء تام بينما كنت اتفحص هاتفي، حتى سمعت الموظف ينادي رقمي فتوجهت إليه. أعطيته البطاقة الطبية دون أن أتحدث فنظر إلي من خلف الشاشة (لو سمحتي اختي ... موعد ولا علاج) ... هنا من تحت غطاء وجهي فكرت عدة مرات كيف سأرد عليه؟ ... فنظر إليّ مره أخرى وقال (اختي يايه موعد؟؟؟) .. هززت رأسي أنفي السؤال، فسألني مرة أخرى (علاج؟) .. هززت رأسي بالموافقة! ... ادخل بياناتي ثم سألني ان كانت لدي بطاقتي القديمة فأشرت له برأسي بالنفي مرة أخرى! ... ثم طلب رقم هاتفي ليتمكن من إيجاد رقم الملف! ... 

شعرت بنوع من الخجل! أو الاحراج بالأحرى، فكيف سأخبره الرقم؟ لن ينفع أن أأشر له ولا حتى أن أهز رأسي! ... فأشرت له لجنجرتي أنني لا أستطيع الحديث، ثم أشرت له أنني أحتاج لقلم. هنا تغيرت نظرة الموظف لوهلة كانت نظرة متفاجإة ثم تحولت لنظرة متعاطفة، أعطاني القلم فكتبت له، حاولت أن اخبره شيء اخر فأشر لي بتعاطف (ما يحتاي خلاص انا بدور كل شي) ... 

كانت الممرضة تخبرني بقائمة من الأمراض لتستطيع أن تشخص التشخيص الأولي للطبيبة، وكنت أهز رأسي بالإيجاب والنفي حتى استطاعت أن تحصل على المعلومات، نظرت إليها نظرة اعتذار، فأجابتني وهي تضحك (انتي لا تتكلمين، انا بتكلم عنج وبكتب لج كل شي)، ثم اخذتني إلى الطبيبة! التي أيضاً كانت تحصل على جميع إجاباتها عن طريق أسئلة نعم ولا! .. واضررت أيضاً لأن استخدم الورقة والقلم لكي أكتب لها بعض المعلومات! ... وهكذا أيضاً مع (الصيدلية)! ... 

أعطتني الطبيبة أقراص أتناولها ٤ مرات في اليوم، وحذروني من أنها تسبب النعاس، وهكذا قضيت يومي وأنا أستلقي في كل مكان في المنزل! .. على الكنبة على الأرض على السرير، في الصالة! ... كانت حالتي مزرية بين النوم والنعاس والتعب والزكام وكومة المناديل أينما ذهبت! ...

عندما تساقط المطر البارحة في مدينة العين شعرت بفرحة كبيرة وذهبت مسرعة لأخبر والدي ولكنني عندما لقيته وقفت أمامه واجمة، أرفع حاجباي وأنا أفكر، ثم أشرت له إلى الخارج، ضحك هو وقال (مطر، شفت) ... 

تنادي علي والدتي وانا في المطبخ، فالتفت لأرد عليها ولكن لم استطع! نظرت إلي الخادمة التي كانت تقف بجانبي  بنظرة عطف وأخبرت والدتي انني في المطبخ وأنني لا استطيع التحدث! ...

عندما أحاول اخبارهم شيئا احتاج لتتمثيل! لمجموعة من الاشارات، لنظرات أسى لا تنتهي عندما لا يفهمون حركاتي التمثيلية الفذة! ... عندما طلبت مني الطبيبة عدم الذهاب إلى العمل لمدة ٣ أيام ظننت أنها راحة وفرصة! لم أعرف أنني كنت سأقضي يومي كاملا بالاستلقاء متعبة في كل مكان أو محاولة أن أتواصل مع أهلي بالاشارات! ...

في الصباح الباكر دخل والدي غرفتي وهو ينظر إلي، يسألني ان كنت اشعر بأي نوع من التعب، نظرت اليه بكسل ثم أغمضت عيني وأشرت على حنجرتي مرة أخرى، فأنا حقاً لا استطيع التحدث! ... (ماعليه بس اشري لي، انتي تعبانة؟ تبين مستشفى؟؟؟) ... هززت رأسي بالنفي وثم تركني! ....

أخبرتني الطبيبة أنني أعاني من التهاب حاد، وأن علاج "صوتي المتلاشي" يكمن بالامتناع عن الحديث تماماً عدة أيام! ... ظننت وقتها انني سأستطيع التحدث بصوت مبحوح أو غير مفهوم ولم أعرف أن صوتي سيختفي هكذا! .... 

نحن نعرف قيمة الأشياء عندما نفقدها! ... وها أنا الآن مع حنجرة مع وقف التنفيذ! ... شكرت الله كثيراً لما أنعمه علينا! ... أن يعيش الانسان بلا صوت! .. أن يعتمد لغة الإشارة! ... أمر في غاية الصعوبة! ... أعان الله كل انسان فقد صوته! ... وكفاكم الله الشر.

1 comment:

soma said...

سلامات الغالية،، ما تشوفين شر
مع انه الجو حاار بس كثري من المشروبات الساخنة يقولون زيين
اممم انتي معلمة؟ لان أختي مرت بنفس مأساتج الصوتية ف بداية التدريس