يجرني الحنين إلى مصر، وحواريها وتاريخها وناسها وأهلها أيضاً، في حين العديد من الناس يكره زحمة مصروشوارعها وبساطة الحياة هناك، إلا إنني أستمتع جداً بزحمة مصر، فعندما تقف قليلاً في زحمة الشارع، تستطيع الاستماع إلى العديد من الأصوات، فمنها ما يضحكك، ومنها ما يجعلك تستغرب، ومنها ما يلفت انتباهك، فذلك يمشي بسيارته ببطئ شديد على أنغام أم كلثوم، وبجانبه سيارة تصدح بصوت حكيم و(شعبولا) ووراءهم سيارة شخص يبدو من ملابسه انه موظف بسيط يستمع إلى القران، لا تكاد تلتفت إلى الجهة الأخرى حتى ترى اثنان يتشاجران على سبب لا يستحق هذه (الهليله)، وفجأة تسمع طرقات على نافذة السيارة، فتأتيك طفلة صغيرة وهي تحمل الورد والياسمين لتبيعه لك. فعلا لا تستطيع أن تشعر بالملل وأنت في زحمة مصر.
لا أستطيع أن أنكر أن أهلها لديهم مهارة في الحديث (المعسول) الذي تستطيع بكل سهولة أن تعرف مغزاه، فتجد وابل من الكلمات المعسولة وانت تمشي في أحد أسواقها، ولا تخلى هذه الكلمات من مدح الشيخ زايد رحمه الله، والإمارات وأبوظبي، فأهل الإمارات هم (أحسن ناس)، تبتسم وأنت تسمع هذه الكلمات التي تتكرر مع بقية الدول الأخرى.
أما مصر ليلاً!! .. فعشق لا ينتهي مع التقاء الأضواء مع النيل، ومع بساطة الناس التي تمشي على جسور مصر ليلاً وعلى ضفاف النيل، هذه المناظر كانت تأسرني فعلاً فأتمنى أن أمشي على ضفاف هذا النيل ليلا للاستمتاع بهذا المنظر. لا أستطيع وصف الشعور الذي شعرت به والشوارع في آخر الليل غير مزحومة أبداً والجو يتحول إلى بارد، ونسيم النيل يلامس وجنتيك وعيناك تحتوي امتداد نهر النيل وقواربه البدائية واليخوت التجارية.
عند جسر النيل (كوبري النيل) هناك تماثيل لأسود كانت دائما تجذب عيني، فلماذا يوجد أسدين في بداية الجسر واثنين آخرين في نهايته؟ ... قيل لي أنه نابع من تصور قديم بأن هذه الأسود تقف حارسة ... (ولكن غير متأكد من صحة هذا الكلام، فهل فعلا وضعت الأسود بناءً على هذا التصور؟)
أما تاريخ مصر، فهو جدير بالدراسة والقراءة والاستمتاع، فلا تعرف عن ماذا تبحث وتقرأ وتزور؟ .. هل تبحث عن الحضارة الإسلامية؟ أم الفرعونية؟ هل تود أن ترى شواهد العصر الفاطمي؟ أم المملوكي؟ أم اليوناني! ... أم ماذا؟ ... فتاريخ مصر يحتوي على العديد من المفاجآت التي لا يكاد أن يمر يوم إلا واكتشف فيها شيء جديد ..
أما أهرامات الجيزة، لا أستطيع فعلا أن أنسى مدى انبهاري بها!! فكم شهدت هذه الأهرامات من أحداث تاريخية وسياسية وطبيعية؟ ظلت واقفة وشامخة على مدى السنين، تجعلك تفكر بعمق كيف كان مهندسو الأهرامات؟ كيف بنيت؟ وكيف خطط لها؟ ... ولم يهدأ لي بال حتى دخلت هذه الأهرامات .. خوف وخفرع ومنقرع، إلى جانب الأهرامات الصغيرة التي علمت لاحقاً انها (للملكات) .... وبعد أخذ لفة خاصة حول هذه الأهرامات شاهدت أشياء غريبة من البنيان الفرعوني والسجون وحتى (المصاعد)!! .. وسفينة الشمس والخندق الغريب!! .. لا أنسى عندما أخبرنا ذلك الرجل أن أي شخص يود استكشاف هذا الخندق يجب عليه أن يوقع ويتحمل مسؤولية نفسه بدخول مثل هذا المكان المظلم!! .. فكما يقول، حاول العديد من الناس استكشافه وهم يحملون على ظهورهم أنابيب الاكسجين، والعديد منهم لم يرجع ..
أما المكان الذي لا يود أي شخص يزور القاهرة أن يفوته، هو الحسين، ,, هناك تشعر فعلا بالأجواء المصرية الأصيلة (ولا تستغرب إن التقيت مع أحد أصدقائك هناك، فالمكان ليلاً يزدحم بالخليجيين، ويتجمع الشباب خصوصاً على مقاهي الحسين وهم ينتقون بين أنواع "الشيشة" التي تستطيع أن تشم رائحتها وانت تمشي هنا وهناك) .. يتميز الحسين بوجود مسجد الحسين .. يزدحم الناس هناك للصلاة والتبرك بالحسين (وطبعاً لا حاجة لي بذكر أن هذه البدع مغلوطة ولكن لا أعرف لماذا يصر الناس على الذهاب إلى قبر للتبرك فيه) .. يتميز الحسين بوجود الصناعات المصرية الحرفية .. والمنتجات المصرية التي لن تجدها في مكان آخر .. وستجد في خان الخليلي أسواق للفضة والذهب والملابس المصرية والتحف والنحاس وأشياء كثيرة جداً ...
وإذا ذهبتم هناك فأنصحكم بشدة أن تنهوا اليوم في مطعم نجيب محفوظ، فعلى ضمانتي ستجد أنظف الوجبات المصرية الأصيلة .. وأجمل الأجواء في ليالي القاهرة .. (مقهى ومطعم وفي أقسام تستطيع الحصول فيها على القليل من الخصوصية)
ولا تستغرب إن سمعت فجأة زوار المطعم حتى الأجانب منهم يغنون أغاني عبدالحليم وأم كلثوم!! .. أرجو أن لا تعتلي الدهشة وجوهكم كما فعلت أنا ... فعندما تكون في مصر، توقع أي شيء ..!!
ستجد في الحسين العديد من الناس يفترشون الأرض بالكتب المعروضة للبيع، فصدقوني لن تندموا إذا أخذتم نظرة عليها، فستجدون كتب أثرية وكتب قديمة جداً وكتب لن تتوقعوا أن تباع هنا ..
هناك العديد من الأشياء التي أود فعلا ذكرها والتحدث عنها ... فكل مكان في مصر له خصوصيته وذكرياته .. وكل رحلة كانت لها بصمة على قلبي لا تنسى .. رغم أن آخر عهد لي بهى منذ ثلاث سنين، ولكنني أستطيع تذكر تفاصيل تلك الرحلة .. ورغم أنني أرفض بشده استخدام أي كلمة (مصرية) عند الحديث معهم لصعوبة نطق هذه الكلمات لديّ، إلا أنني أستمتع بالاستماع إلى أحاديثهم وكلامهم واسلوبهم (خفيف الدم) في الكلام، الحديث مع أهل مصر ممتع، والاستماع إلى تاريخ كل معلم هناك مشوق، والشعور بالأجواء العربية المصرية يدخل القلب بسرعة .. اشتقت فعلاً لمصر ..
من يرفض زيارة مصر لأسباب ذكرت ولم تذكر، فأنصحكم بزيارتها وأن تستمتعوا بكل لحظة فيها، واغلقوا أعينكم عن الأشياء الأخرى التي قد تزعجكم ... فلا يوجد مكان كامل .. ولكن هي روحك ونفسك وقابليتك للاستمتاع بأي مكان تذهب له ..
ملاحظة: للأسف بسبب غلطة (غبية) فقط مسحت جميع صور تلك الرحلة من الكاميرا، لذلك استخدمت بعض الصور من مصادر مختلفة على الشبكة ..
صباح الخير يا ... أم الدنيا!!
لا أستطيع أن أنكر أن أهلها لديهم مهارة في الحديث (المعسول) الذي تستطيع بكل سهولة أن تعرف مغزاه، فتجد وابل من الكلمات المعسولة وانت تمشي في أحد أسواقها، ولا تخلى هذه الكلمات من مدح الشيخ زايد رحمه الله، والإمارات وأبوظبي، فأهل الإمارات هم (أحسن ناس)، تبتسم وأنت تسمع هذه الكلمات التي تتكرر مع بقية الدول الأخرى.
أما مصر ليلاً!! .. فعشق لا ينتهي مع التقاء الأضواء مع النيل، ومع بساطة الناس التي تمشي على جسور مصر ليلاً وعلى ضفاف النيل، هذه المناظر كانت تأسرني فعلاً فأتمنى أن أمشي على ضفاف هذا النيل ليلا للاستمتاع بهذا المنظر. لا أستطيع وصف الشعور الذي شعرت به والشوارع في آخر الليل غير مزحومة أبداً والجو يتحول إلى بارد، ونسيم النيل يلامس وجنتيك وعيناك تحتوي امتداد نهر النيل وقواربه البدائية واليخوت التجارية.
عند جسر النيل (كوبري النيل) هناك تماثيل لأسود كانت دائما تجذب عيني، فلماذا يوجد أسدين في بداية الجسر واثنين آخرين في نهايته؟ ... قيل لي أنه نابع من تصور قديم بأن هذه الأسود تقف حارسة ... (ولكن غير متأكد من صحة هذا الكلام، فهل فعلا وضعت الأسود بناءً على هذا التصور؟)
أما تاريخ مصر، فهو جدير بالدراسة والقراءة والاستمتاع، فلا تعرف عن ماذا تبحث وتقرأ وتزور؟ .. هل تبحث عن الحضارة الإسلامية؟ أم الفرعونية؟ هل تود أن ترى شواهد العصر الفاطمي؟ أم المملوكي؟ أم اليوناني! ... أم ماذا؟ ... فتاريخ مصر يحتوي على العديد من المفاجآت التي لا يكاد أن يمر يوم إلا واكتشف فيها شيء جديد ..
أما أهرامات الجيزة، لا أستطيع فعلا أن أنسى مدى انبهاري بها!! فكم شهدت هذه الأهرامات من أحداث تاريخية وسياسية وطبيعية؟ ظلت واقفة وشامخة على مدى السنين، تجعلك تفكر بعمق كيف كان مهندسو الأهرامات؟ كيف بنيت؟ وكيف خطط لها؟ ... ولم يهدأ لي بال حتى دخلت هذه الأهرامات .. خوف وخفرع ومنقرع، إلى جانب الأهرامات الصغيرة التي علمت لاحقاً انها (للملكات) .... وبعد أخذ لفة خاصة حول هذه الأهرامات شاهدت أشياء غريبة من البنيان الفرعوني والسجون وحتى (المصاعد)!! .. وسفينة الشمس والخندق الغريب!! .. لا أنسى عندما أخبرنا ذلك الرجل أن أي شخص يود استكشاف هذا الخندق يجب عليه أن يوقع ويتحمل مسؤولية نفسه بدخول مثل هذا المكان المظلم!! .. فكما يقول، حاول العديد من الناس استكشافه وهم يحملون على ظهورهم أنابيب الاكسجين، والعديد منهم لم يرجع ..
أما المكان الذي لا يود أي شخص يزور القاهرة أن يفوته، هو الحسين، ,, هناك تشعر فعلا بالأجواء المصرية الأصيلة (ولا تستغرب إن التقيت مع أحد أصدقائك هناك، فالمكان ليلاً يزدحم بالخليجيين، ويتجمع الشباب خصوصاً على مقاهي الحسين وهم ينتقون بين أنواع "الشيشة" التي تستطيع أن تشم رائحتها وانت تمشي هنا وهناك) .. يتميز الحسين بوجود مسجد الحسين .. يزدحم الناس هناك للصلاة والتبرك بالحسين (وطبعاً لا حاجة لي بذكر أن هذه البدع مغلوطة ولكن لا أعرف لماذا يصر الناس على الذهاب إلى قبر للتبرك فيه) .. يتميز الحسين بوجود الصناعات المصرية الحرفية .. والمنتجات المصرية التي لن تجدها في مكان آخر .. وستجد في خان الخليلي أسواق للفضة والذهب والملابس المصرية والتحف والنحاس وأشياء كثيرة جداً ...
وإذا ذهبتم هناك فأنصحكم بشدة أن تنهوا اليوم في مطعم نجيب محفوظ، فعلى ضمانتي ستجد أنظف الوجبات المصرية الأصيلة .. وأجمل الأجواء في ليالي القاهرة .. (مقهى ومطعم وفي أقسام تستطيع الحصول فيها على القليل من الخصوصية)
ولا تستغرب إن سمعت فجأة زوار المطعم حتى الأجانب منهم يغنون أغاني عبدالحليم وأم كلثوم!! .. أرجو أن لا تعتلي الدهشة وجوهكم كما فعلت أنا ... فعندما تكون في مصر، توقع أي شيء ..!!
ستجد في الحسين العديد من الناس يفترشون الأرض بالكتب المعروضة للبيع، فصدقوني لن تندموا إذا أخذتم نظرة عليها، فستجدون كتب أثرية وكتب قديمة جداً وكتب لن تتوقعوا أن تباع هنا ..
هناك العديد من الأشياء التي أود فعلا ذكرها والتحدث عنها ... فكل مكان في مصر له خصوصيته وذكرياته .. وكل رحلة كانت لها بصمة على قلبي لا تنسى .. رغم أن آخر عهد لي بهى منذ ثلاث سنين، ولكنني أستطيع تذكر تفاصيل تلك الرحلة .. ورغم أنني أرفض بشده استخدام أي كلمة (مصرية) عند الحديث معهم لصعوبة نطق هذه الكلمات لديّ، إلا أنني أستمتع بالاستماع إلى أحاديثهم وكلامهم واسلوبهم (خفيف الدم) في الكلام، الحديث مع أهل مصر ممتع، والاستماع إلى تاريخ كل معلم هناك مشوق، والشعور بالأجواء العربية المصرية يدخل القلب بسرعة .. اشتقت فعلاً لمصر ..
من يرفض زيارة مصر لأسباب ذكرت ولم تذكر، فأنصحكم بزيارتها وأن تستمتعوا بكل لحظة فيها، واغلقوا أعينكم عن الأشياء الأخرى التي قد تزعجكم ... فلا يوجد مكان كامل .. ولكن هي روحك ونفسك وقابليتك للاستمتاع بأي مكان تذهب له ..
ملاحظة: للأسف بسبب غلطة (غبية) فقط مسحت جميع صور تلك الرحلة من الكاميرا، لذلك استخدمت بعض الصور من مصادر مختلفة على الشبكة ..
صباح الخير يا ... أم الدنيا!!
4 comments:
لم يتسنى لي زيارة مصر على الاقل لحد كتابة هذه الكلمات .... ولكنني أعلم أن في نيتي زيارتها واستكشاف هذا البلد العظيم .... الملئ بالتاريخ الملئ بالعظماء بأناسه الطيبين ..... في كل علم ستجد مصري يبرز لك رأسه لتعلم أن هذا البلد سيظل ينجب العظماء ولن يتوقف ....
مساء الخير يا مصر
أغلب اللي زارو مصر من ربيعاتي ما مدحوها وحتى ابويه ما مدحها .. فما فكرت اني ازورها !!
بس بعد ما قريت التقرير الصراحه شجعتيني ..يبالنا نزورها
يعطيج العافيه يالغاليه على هالتدوينه =)
لي ذكريااات خاااصه في مصر لن انساها ابدا
السلام عليكم....
ليل يمج قلبتي علي المواجع
صراحه وحشتني مصر
..........
Post a Comment