استيقظت صباحاً بتعب شديد، لقد كان الوقت لازال مبكراً، ولازالت الغرفة يسودها الظلام الذي تتخلله أشعة بسيطة من نور الفجر، استيقظت بتثاقل، ولكن لمحة واحدة للزجاج الذي يغطيه الستار، جعلتني أقفز بكل نشاط وهمة من الفراش إلى النافذة وأنا أشعر بالسعادة، لأفتح الستارة على امتداد يدي بسرعة فائقة، فقطرات المطر تبلل الزجاج!! ..مطر!! ..أخيراً ..
ولكن بعد أن تخللت خيوط الشمس إلى خلايا بصري الحسية، لتنبه عقلي الذي كان لايزال نائماً في عالم آخر، استوعبت أن هذه القطرات ما هي إلا تكثف البخار الناتج عن حرارة الجو الشديدة في الخارج، .. أخذت نفس عميق، وابتسمت ببلاهة على ما فعلت، فلازلت أذكر أيام الشتاء الباردة، وصوت قطرات المطر الذي كنت انام على نغماته، واستيقظ على ضرباته الخفيفه على النافذة، ولازلت أذكر أجمل رائحة لايمكن أن تنسى، رائحة الفجر الممزوجة برائحة المطر ..
على كل حال، رغم أن الجو في هذا الوقت يصعب التنفس فيه حتى تميز أي رائحة، فقد أعجبني تكثف قطرات الماء على النافذة، والتقطت صورة تذكارية تذكرني بتفائلي الدائم، فرغم أنني لم أكن في كامل قواي العقلية حينها، إلا أن الشعور أن الجو ممطر كان كفيلاً ليجعلني أبدء يومي سعيدة.