Friday, September 16, 2011

النهايات - عبدالرحمن منيف


عندما التقطت كتاب (النهايات) كنت وقتها فقط افكر باقتناء كتاب جديد بحجم مناسب استطيع قراءته، لم آكن اعرف الكاتب (عبدالرحمن منيف) ولكن ظننت انني قرأت اسمه في احد المنتديات مسبقاً ولكن لم استطع ان اتذكر اسم الكتاب، وعليه اخترت النهايات بعد ان قرأت بعض الصفحات وانها الطبعة الثانية عشر (عندما لا اعرف شيئا عن الكتاب اتوقع انه كلما زادت الطبعات كلما كان الكتاب افضل، قد لا اصيب هنا في اختياري ولكن ليس لدي حل آخر!) ... 

في البداية شعرت بالملل وانا اقرأ الصفحات الأولى، عندما اقتنيت الكتاب توقعت انها رواية او قصة، تتحدث عن شيء واحد كالعادة، ولكن لم اعرف اهي قصه؟ ام كتاب يوثق حياة القرية البسيطة؟ هي قرية الطيبة التي لم اعرف لها مكان، لم افهم الكتاب جيدا، فتحدث الكاتب عن القرية واهلها الطيبين وتحدث عن مواسم الزراعه وتحدث عن القحط! وما حدث عندما شح الماء في هذه القرية، ثم تحدث عن اهلها ومزاحهم وجلساتهم البسيطة، هنا بدأت فعلا بالاندماج في هذا الكتاب، خصوصا عندما بدأ يتحدث عن (عساف) ذلك الرجل الذي لم يكن كغيره، فقير غريب الاطوار يحب الصيد، عرف البراري وعرف اسرارها، يعرف ان يجد اسراب الطيور بحنكه لا يملكها غيره، حتى في مواسم الجفاف التي لا يعرف الناس فيها الصبر، شخصيه عساف كانت الشخصية التي جعلتني ارتبط بالكتاب، فاغمضت عيني لاتخيل ملابسه الرثه، وبندقيته و(خراطيش البارود)، تخيلت حذاءه التالف، وكلبه الذي ينفر منه الكثيرون، ومع ذلك فهو يذهب الى الصيد ويعود بطيور يوزعها على بيوت معينه في القرية دون ان ينتظر شكرا منهم! .. شخصية نادرة ... ثم تحدث الكاتب عن بعض رحلات الصيد التي كان (المختار) يطلب من عساف ان يقودها، فمن افضل منه؟ ... تحدث ايضا عن انواع من الطيور كالقطا والسنونو وبعض الغزلان وحيوانات الصحراء، تحدث عن حياة القرية وتحدث ... عن قصص مختلفة ..

لا استطيع ان اسمي هذا الكتاب قصة او روايه ،، ولا كتاب اجتماعي او ثقافي! ،، هو مجموعة افكار تسلسلت بطريقة جميلة في كتاب صغير سمي النهايات .. كتاب يعيدنا لحياه القرية البسيطة، ومقارتنها بحياه المدينه التي رفضها اهل الطيبة ... قد يحب الرجال هذا الكتاب اكثر من الفتيات، هذا رأيي الشخصي ... الكتاب يستحق القراءه .... رغم انه في بادئ الأمر يبدوا مملا بعض الشيء ... 

سطور من الكتاب: 

"إنه القحط .. القحط مرة اخرى، وفي مواسم القحط تتغير الحياه والاشياء، وحتى البشر يتغيرون، وطباعهم تتغير، تتولد في النفوس احزان تبدو غامضة اول الامر، لكن لحظات الغضب، التي كثيرا ما تتكرر، تفجرها بسرعه، تجعلها معاديه، جموعا، ويمكن ان تأخذ اشكالا لا حصر لها. اما اذا مرت الغيوم عالية سريعة، فحينئذ ترتفع الوجوه إلى أعلى وقد امتلأت بنظرات الحقد والشتائم والتحدي!"

....

"الطيبة بداية الصحراء، من ناحية الشرق البساتين والنبع والسوق بعد ذلك وعند الافق، تبدا سلسله الجبال. ومن ناحية الشمال والغرب تمتد سهول فسيحه، يتخللها بين مسافة واخرى بعض الهضاب. وهذه السهول تزرع بانواع كثيره من الحبوب."

....

عساف، الرجل الذي يعرفه اهل الطيبه كلهم، نساء ً ورجالا، كبارا وصغاراً، هو" نفسه الذي يبدو غامضاً ومجهولا بالنسبه للجميع، وقلما يراه او يجلس معه احد. بين الاربعين والخمسين، طويل مع انحناءه صغيرة، ضامر لكنه قوي البنيه، اعزب لاسباب يختلف فيها الناس كثيرا. قيل انه كان يريد ابنه عمه، لكن اباها رفض (لان عساف بلا عمل ولا يستطيع ان يعيل نفسه فكيف اذا تزوج وجاءه اولاد؟) "

....

في الحقيقه انا لا اعرف، اكان الكاتب يعني مدينه بعينها اسمها الطيبه؟ ام هي مدينه من وحي خياله رسمها من حياته التي عاشها؟ ... لا اعرف .. ولكن تبدو الطيبه مثل قرى كثيره ... لم يبق فيها الا القليل من الناس ... واغلبهم كبار السن 


2 comments:

Walking_towards_you said...

عبدالرحمن منيف يا له من كاتب

انتهيت من قراءة النهايات قبل حوالي ستة أشهر وهذا البوست يعيدني الى أجواء الطيبة وأهلها وعساف وكلبه ورحلة الصيد

رحم الله عبدالرحمن منيف

lil.D said...

الكتاب جميل :) وفعلا اجواءه لا تنسى!
شكرا على المرور