إختلفنا كثيراً على موضوع الهدية، فكثير من المواضيع في مختلف المنتديات تحدثت عن هذا الموضوع، هناك من يحب الهدية، مجرد لأنها هدية، فهذه الهدية، تعبر عن حب من شخص لآخر، واهتمام وأيضاً تقدير، وهناك من لا يعتبر الهدية هدية، إلا عندما تكون الهدية ذات قيمة مادية عالية جداً. للعلم هنا لا أتحدث عن موضوع هدايا المجاملة، ولكن الهدايا المقدمة من القلب إلى القلب.
من المستحيل أن يكون هناك من لا يسعد بالحصول على شيء من غير مناسبة أو مجاملة، حتى وإن كان بسيطاً!! .. خصوصاً إن كان يعلم أن هذه الهدية، هي بقيمتها المعنوية، وما تحمله من حب، وليس بقيمتها المادية.
ما جعلني أكتب هذا الموضوع، هي الهدايا التي نقوم بشرائها للاطفال بوجه خاص، فكيف تأثر عليهم! أو بالأصح، كيف تؤثر علينا نحن؟
عندما أذهب إلى السوق، أشتري للأطفال بعض الهدايا، فلا أحب أن أعود إلى المنزل دون وجود شيء في يدي لهم!، حتى وإن كانت حلوى! فأسميها هدية. قبل الوصول إلى المنزل أهاتف أم الطفله، وأطلب منها التحدث إليها: (ألووووه، اشتريييييت لج هدية)، صدقوني عندما يتغير صوت الطفل إلى فرحة وسعادة عارمة وشوق لوصولك إلى المنزل للحصول على هذه الهدية، يكفي أن يجعلك تشعر بالسعادة طوال اليوم.
ذهبت إلى السوق منذ فترة بسيطة، ودخلت محل ألعاب واشتريت لكل طفلة هدية، واعطيتهم اياها. وبعدها قررت ترتيب وتنظيف غرفتي، فوجت انني احتفظ باشياء كثيره ومازالت الاسعار عليها، ودفاتر والوان وفرش وقصص، اشياء كثيره احتفظ بها منذ سنين وهي بحالتها الاصلية، جمعت هذه الاغراض، الميداليات، الفرش، الالوان الزيتيه، دفتر للألوان الزيتيه جديد، قصص ومجلات، دفاتر واوراق رسائل وأقلام مزركشة، وحقيبة ملونه. رتبتهم في اكياس ملونه واحكمت إغلاقها، وقررت إرسالها لابنه اخي، فهي الاكبر (صف رابع) وستستمتع بهذه المجموعة أكثر من غيرها.
استيقظت اليوم، وامي تخبرني: (اليهال ملايمين لج المحل كله)، لم أفهم عن ماذا تتحدث، ولكن بعد المغرب جاءتني ابنة أخي، وهي تحمل بخجل كيس، (عموتي، هاي هدية حقج، انا كنت بشتري زيادة، لكن قالولي انتي ما تحبين هذا وما تلبسين هذا) .. لا استطيع ان اعبر لكم عن الاحساس الذي شعرت به! .. كان مختلفاً جداً .. فتحت الكيس معها، يحتوي على هدايا كثيرة جداً وجميله، كل هدية أجمل من الأخرى!! وكان فالكيس اشياء كنت اود شراءها لكن لم يسعفني الوقت! .. ففرحت اكثر بحصولي عليها، احتضنتها واخبرتها كم احببت هذه الهدية بكل مافيها. عرفت بعدها انها اشترت الهدايا وهي تقول: (عشان عموووتي عطتني واايد اشيااااء). واشترتها من عيديتها الخاصة! مما اثرت فعلاً علي بانها صرفت عيديتها لشراء هدية لي وليس لنفسها!
ثم أتت الأصغر من بين بنات أخي، وهي تحمل كيس اخر، وفيه هدايا اكثر! .. بدأت بالضحك، لان كل ما فالكيس جميل جداً، فسألت امها ذوق من هذا؟ اخبرتني انها (هي من اختارت كل شيء) وايضاً اشترته من عيديتها الخاصه! هنا ضحكت بسعادة :) ونزلت الى مستواها واخبرتها ان الهدية جميلة جدا جداً .. فبدأت بالضحك معي.
لم أكن اعرف ان الاطفال تؤثر فيهم هذه الهدايا البسيطة، أو انهم يشعرون بهذا الحب والامتنان والقرب بسبب الهدايا، ولكن بعد ان اهدوني هم هذه الهدايا ومن مدخراتهم الخاصة! اعتقد انني فهمت جيداً .. ان الهدية هذه، أكثر من مجرد هدية! لكلا الطرفين .. وأكتفي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تهادوا، تحابوا".
4 comments:
الظاهر الأطفال تعلقوا بك كثيرا بعد هذه الهدايا :)
أكثر ما أحبه هو إهداء الأطفال الهدايا، فهم يفرحون بها
أما عن الكبار
فما هي نوع الهدية ؟
من ناحيتي أفضل أن تكون الهدية من النوع الذي يستفاد منه
فلا أهدي أحدا وردة لأنها ستذبل ويكون مصيرها القمامه
ربما لها تأثير عاطفي أكثر
لكن هناك أمور أخرى يمكن الإستفادة منها ، وتكون عاطفية أيضا !
إذا قبل أن نهدي نسأل انفسنا ، ما هدفي من هذه الهدية ؟
فعلا تهادوا تحابوا
بيوم العيد كنت مسويه سبرايز لعيال اخوي شريت لهم هدايا وغلفتها وفاجأتهم بها ماتوقعت التأثير الي شفته كلهم قامو وسلمو ع راسي الصراحه حسيت بحب رهيييب في ذيك اللحظات ودمعت عيني لفرحتهم
فعلا الهديه أكثر من مجرد هديه
حب / تواصل / مشاعر / احساس / تقارب/ صفاء نفس ...
تحيتي يالغاليه
ودمتي بحب
^ـــ^
عابر سبيل:
دائما يوم ايي اعطي طفل هدية، احاول افكر يوم كنت صغيره بعمرهم، شو الشي اللي كنت اباه؟ ... وكنت افرح لو يعطوني اياه؟ ... وتنفع الطريقة
لكن للحين ما اعرف اهدي الصبيان!! .. فاحتار فيهم!!
اما الكبار، انا اعترف يمكن ماعرف انقي هدية جيده لهم ^___^
بس الورده حلوة يا عابر سبيل !! مثل ماقلت لها تأثير عاطفي :)
شكرا عابر سبيل
بنت الشيوخ:
حاولت اسوي للعيد بس صراحة، ماقدرت حسيت اني في ربشه ما تسمح لي،ولو اني كنت اتمنى، ما شاء الله عليج!!
فعلا فرحه اليهال تاثر فيج :)
يعطيج العافية
Post a Comment