Thursday, August 18, 2011

شكرا ... لنجعلها عادة

ترددت كثيراً قبل إرسال البريد الإلكتروني له، فقد ساعدني في انجاز مهام تختص بعملي دون تذمر من اسئلتي الكثيرة، فأنا أعترف (يوم يقفل المخ يعني يقفل)، وعندما اكدت له انني فهمت كل شيء وأغلقت سماعة الهاتف، اخبرت زميلتي أنني أشعر بالاحراج الشديد فقد اخبرته ان كل شيء واضح رغم انني في الحقيقة لم أفهم مالذي يجب علي فعله الان؟ .. فردت علي (ردي اساليه حار بحار عشان ما ينسى) ترددت، وهي فعلا على حق! .. استجمعت قواي (نفسياً) واعتذرت في بدايه المكالمة للازعاج وطلبت منه ان يخبرني بالضبط ما الذي علي فعله .. واخبرني دون أي تذمر .. وفقط

انجزت هذه المهمة (الصغيرة) فعليا ولكنها اثقلت كاهلي لاسابيع ..  وارسلت له البريد الالكتروني بعد تفكير طويل وعميق (شكراً لمساعدتي اليوم صباحاً اقدر لك ذلك) .. وفقط .. هنا في مجتمعتنا يفهم كل شيء بطريقة خاطئة تقريباً .. ولكن قررت إرسال الرسالة من باب (لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) .. ولم اتوقع رداً .. حيث ان الجو السائد في مقر عملي هو جو عمل كئيب ومليء بالسلبيات ولله الحمد! .. 

في نهاية اليوم وصلني بريد الكتروني (عفواً وهذه من مسؤولياتنا ، اجازة سعيدة) ... حسناً ... ابتسمت عندما رأيت هذا السطر .. وتمنيت ان تكون كلمة (شكراً) لها وقع حسن على متلقيها ... هنا فقط تبددت سحابة السلبية الخاصة بهذا الشكر، وعندها تذكرت (الفراشين) .. فكل ما يأتي أحدهم بورقه أو كوبا من القهوة أشكره .. 

ردت الفعل كالتالي: 
الآول: ينظر إلي ويقف مكانه، يظن أنني سأطلب منه خدمة أخرى
الثاني: يضم يديه إلى بعضمها البعض ويبتسم .. ثم يضحك! 
(حتى يومكم هذا لا اعرف لماذا يضحك عندما اقول له شكراً)
الثالث: يناديني دائما بـ (أوختي) ... فعندما أشكره يقول: عفواً أوختي ! أي شي انت يريد خبر انا .. انا في موجود .. 

لا أنكر انها كلمة، وهي بالنسبة لي أصبحت عادة، ولا انكر انني عندما انجز أعمالا كثيراً في العمل، أتوقع ان يشكرني المدير وأحس أنني (سوووبر ووومن) ولكن غالباً ما يكون انجاز العمل مهما كان متميزا هو مثله مثل غيره! .. قد يقول البعض ( لا تتريون من حد شي ) ولكن هل ننكر ان وقع هذه الكلمة جميل على النفس؟ .. كثيراً ما سمعت في أروقة العمل (مانبا شي، بس نبا شكراً على الآقل!) ...  فلماذا نبخل بها على من حولنا؟ 

لنشكر الناس على احسانهم.. ولنجعلها عادة.. لنشكر الله ... فالله جدير بشكره 

عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه 


(لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس)
. [أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي بإسناد
 صحيح]

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظيم سلطانك 

2 comments:

Anonymous said...

شكرا لك !
كثيرة هي العادات الخفيفة التي تكون ذات وقع جميل على النفس .. ولكن نتغافل عن فعلها لاسباب متفاوته .. كلها خائبة ومردود عليها !

احدى الافعال التي منوالمفترض ان تكون عادة هي ( هل ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم .. افشوا السلام بينكم ) طبعا في جو العمل، عند العض مرض العظمة وكأن الشركة هي ورث وحق له واخوته فلا يبدأ السلام هو بل دائما ما ينتظره من الموظفين .. حتى لو كان مسؤوله!!

شكرا لك اخرى

lil.D said...

ماعرف ليش في ناس بها الشاكله ولكن سبحان الله اذا نحن غيرنا من انفسنا وكان تعاملنا افضل مع اللي حولنا عل وعسى انه يتغيرون!

شكرا جزيلا