أصريت على والدتي بأن نرسل بعض من افطارنا لجيراننا، ولم يكن هناك وقت لذلك في أول الأيام، ولكن في كل يوم يزيد اصراري، فهم عائلة صغيرة، وقد سكنوا هنا منذ مدة بسيطة، فهي أيضاً فرصة للتعرف إليهم، ولكن والدتي بدارت بسؤال غريب: لماذا هذا الاصرار في ارسال الفطور لهم ولغيرهم؟ .. شدي همتك وافعلي ما تشائين! ... سكت لبرهة، ونظرت إلى والدتي ورددت عليها بنبرة حزن:
هل تذكرين بيتنا القديم؟ .. هل تذكرين عندما كنتي تضعين الهريس في صحون وتطلبين مني أن آخذ الصحن لجيراننا واقاربنا في نفس الحيّ؟ .. كنت أرى بقية الأطفال أيضا قبيل المغرب كل طفل بيده شيء يوصله لباب جاره.
أفتقد هذا الجو كثيرا فالآن قليلا ما يتذكر الجار جاره! .. وللأسف من يوصل الطعام هم الخدم، انقطع حبل الوصل القديم، فهل ستسأل جارتنا الخادمة عن اخبار المنزل والأهل والوالدة؟ .. كلا بالطبع، لم أحبب أن يمر رمضان هكذا، نعم تغير الحال، وتغيرت حياة الحارة البسيطة، الى الحياة الفارهة والمنازل بالأسوار العالية، ولكن نحن؟ من عشنا هذه الأيام قديما، واجب علينا أن نحييها مرة أخرى.
أعذروني على التشاؤوم، ولكن هناك الكثير مما أحبه في رمضان، طبعا هنا لا أتحدث عن الناحية الدينية، فهو شهر خير ومغفرة، وفرصة للمسلمين لتجديد أرواحهم، ولكنني أتحدث عن الجانب الاجتماعي، صلة الرحم بالأخص، كم أسعد بزيارات الأهل في رمضان، فهي فعلا زيارات خاصة تبث الراحة في النفس والسعادة، كم أحب أن أصب فنجان القهوة إلى عمي وعمتي! .. كم أحب أن أقرب لهم كل ما لذ وطاب، خصوصاً وان كان طبق قد حضرته بنفسي "ويجب عليهم أن يبدوا الإعجاب، ان اعجبهم أم لا" .. كم أحب المكالمات الهاتفية بيني وبين صديقاتي وعائلتي، في رمضان كل شيء له طعم آخر.
أيضا من أهم الأشياء صلاة التراويح، وأعيد حديثي أنني لا أتحدث عن الناحية الدينية، بل الاجتماعية، كالذهاب الى المسجد مع والدي واخوتي مشياً .. كم أحب أن أمشي معهم، وكم أحب دخول المسجد لأرى العديد من الصديقات والجارات التي مر دهر على لقائهن! .. كم أحب أن يجمعنا الرحمن في طاعته، شعور جميل .. أتمنى أن يجمعنا الله سبحانه دائما على طاعته.
لا أحب في رمضان عادة سيئة في المنزل، وهي الطعام!! فكل يوم هو يوم لاعداد وليمه! .. حاولت جاهدة معهم لتقليل الكميات، ونجحت الخطة، فالحقيقة فنحن لسنا كثر! ... وكان الاتفاق بتغيير هذه الكمية في اخر الاسبوع عند التجمع العائلي، ولكنني ما زلت ارى هذه الكميات الأقل، كثيرة.
اشتقت لجدي رحمه الله كثيرا، اعتدت ان اذهب اليه في رمضان بعد الافطار وحتى اذان العشاء، اشتقت لنفحه القهوة القوية من مجلسه، اشتقت له وهو يأشر لي بعصاته لأن أمد يدي وآكل، فيجب عليك ان دخلت مجلس جدي أن تاكل وتشرب، اشتقت لحديثه، اشتقت أيضا لعناده عندما نقول له انك كبير فالسن افطر لتأخذ دواءك فيعاند ويصوم، اشتقت لدخولي إليه وهو يقرء القران فأقبل رأسه واجلس بجانبه حتى يفرغ لنا .. اشتقت لتدليك قدميه وظهره .. واشتقت لأن أضع رأسي على حجره ليقرء عليّ حنيما أمرض. في هذه الأيام كثيرا ما أطلب من والديّ أن يأخذاني الى جدي، وعندها أذكر فقط، أنه توفى. وأجدد روحي وايماني بالله واقول ان رمضان فرصة للدعاء له ..... فلا تنسوا موتانا وموتاكم من صالح الدعاء ..
ورمضان كريم.
هل تذكرين بيتنا القديم؟ .. هل تذكرين عندما كنتي تضعين الهريس في صحون وتطلبين مني أن آخذ الصحن لجيراننا واقاربنا في نفس الحيّ؟ .. كنت أرى بقية الأطفال أيضا قبيل المغرب كل طفل بيده شيء يوصله لباب جاره.
أفتقد هذا الجو كثيرا فالآن قليلا ما يتذكر الجار جاره! .. وللأسف من يوصل الطعام هم الخدم، انقطع حبل الوصل القديم، فهل ستسأل جارتنا الخادمة عن اخبار المنزل والأهل والوالدة؟ .. كلا بالطبع، لم أحبب أن يمر رمضان هكذا، نعم تغير الحال، وتغيرت حياة الحارة البسيطة، الى الحياة الفارهة والمنازل بالأسوار العالية، ولكن نحن؟ من عشنا هذه الأيام قديما، واجب علينا أن نحييها مرة أخرى.
أعذروني على التشاؤوم، ولكن هناك الكثير مما أحبه في رمضان، طبعا هنا لا أتحدث عن الناحية الدينية، فهو شهر خير ومغفرة، وفرصة للمسلمين لتجديد أرواحهم، ولكنني أتحدث عن الجانب الاجتماعي، صلة الرحم بالأخص، كم أسعد بزيارات الأهل في رمضان، فهي فعلا زيارات خاصة تبث الراحة في النفس والسعادة، كم أحب أن أصب فنجان القهوة إلى عمي وعمتي! .. كم أحب أن أقرب لهم كل ما لذ وطاب، خصوصاً وان كان طبق قد حضرته بنفسي "ويجب عليهم أن يبدوا الإعجاب، ان اعجبهم أم لا" .. كم أحب المكالمات الهاتفية بيني وبين صديقاتي وعائلتي، في رمضان كل شيء له طعم آخر.
أيضا من أهم الأشياء صلاة التراويح، وأعيد حديثي أنني لا أتحدث عن الناحية الدينية، بل الاجتماعية، كالذهاب الى المسجد مع والدي واخوتي مشياً .. كم أحب أن أمشي معهم، وكم أحب دخول المسجد لأرى العديد من الصديقات والجارات التي مر دهر على لقائهن! .. كم أحب أن يجمعنا الرحمن في طاعته، شعور جميل .. أتمنى أن يجمعنا الله سبحانه دائما على طاعته.
لا أحب في رمضان عادة سيئة في المنزل، وهي الطعام!! فكل يوم هو يوم لاعداد وليمه! .. حاولت جاهدة معهم لتقليل الكميات، ونجحت الخطة، فالحقيقة فنحن لسنا كثر! ... وكان الاتفاق بتغيير هذه الكمية في اخر الاسبوع عند التجمع العائلي، ولكنني ما زلت ارى هذه الكميات الأقل، كثيرة.
اشتقت لجدي رحمه الله كثيرا، اعتدت ان اذهب اليه في رمضان بعد الافطار وحتى اذان العشاء، اشتقت لنفحه القهوة القوية من مجلسه، اشتقت له وهو يأشر لي بعصاته لأن أمد يدي وآكل، فيجب عليك ان دخلت مجلس جدي أن تاكل وتشرب، اشتقت لحديثه، اشتقت أيضا لعناده عندما نقول له انك كبير فالسن افطر لتأخذ دواءك فيعاند ويصوم، اشتقت لدخولي إليه وهو يقرء القران فأقبل رأسه واجلس بجانبه حتى يفرغ لنا .. اشتقت لتدليك قدميه وظهره .. واشتقت لأن أضع رأسي على حجره ليقرء عليّ حنيما أمرض. في هذه الأيام كثيرا ما أطلب من والديّ أن يأخذاني الى جدي، وعندها أذكر فقط، أنه توفى. وأجدد روحي وايماني بالله واقول ان رمضان فرصة للدعاء له ..... فلا تنسوا موتانا وموتاكم من صالح الدعاء ..
ورمضان كريم.
4 comments:
الله يرحم أيام أول..أنا أفتقد اللمة وأمي..أمي كانت شي كبير ومهم في حياتي ولها عادات في رمضان والبيت فعلا يتغير تماما من ناحية الروحانية ومن ناحية الأكل والترتيب والتنسيق..أيام والله..كل شي تغير بعد وفاتها كل حد في بيته..والحينه أحاول أطبق نفس عاداتها في بيتي..ولكن ماشي يعوض الأيام الخوالي..
الله يرحم يدج وأمي وكل أموات المسلمين
Morning~:
هلا قهوتن .. والله الواحد يوم يتعود على شي .. صعب وايد الحال لو تغير عليه .. ولكن اللي تسوينه انتي صح وهذا المفروض .. انج ما تخلين هالعاده توقف وتنتهي ... وهذا اللي احاول اقوله فكلامي .. اذا نحن نقدر ... ليش ما نبادر ونعيد الايام الحلوه لو صعب نعيدها، بدال ما نتحسف؟
الله يرحم والدتج يا قهوة ان شاء الله ويغمد روحه االجنه، وجميع اموات المسلمين والمؤمنين ان شاء الله
ذكرتيني بأيام أول يا لتل دي... يوم كنا ندخل المطبخ ندور على الصحون اللي مزهبيها للييران ونترابع من يوديهن.... اتولهت على ذيج الايام... كل شي اتغير امبون الناس في العين اتعرف عن بعضها ويتزاورون لكن الحين محد يعرف عن ياره....
الله يرحم الوالدة يا قهوة ويدج يا لتل دي والمسلمين أجمعين وان شالله تتلاقون ةياهم في الجنة اجمعين
inourasha~:
هلا والله، تدرين ترا الواحد يوم يكون عايش في حارة وبيوت شعبية، أحس العلاقة تكون أقوى عن الفلل والمناطق الثانية .. دائما الشعبية غير، القرب فيها غير، والجيرة غير ... بس شنسوي ... ان شاء الله نحاول ونرد هالايام ^___^
Post a Comment