لازلت أتذكر ذلك اليوم .. تحديداً في لوزيرن ..
تلك المدينة الجميلة .. القديمة
أتذكر تلك السماء التي كانت تبشرنا بأنها قد تمطر
ولكن لم نأخذ المظلات! ظنا منا انها سحب صيف!
وودعنا والدتنا بقبلة .. ونحن نأكد عليها أننا سننتظرهم
أما نحن، فسنأخذ جولتنا المعتادة
أولا إلى المحطة (لوزيرن بانهوف) ثم بعد ذلك
أشرب قهوة الصباح، وتأخذ أختي شطيرتها المفضلة!
شطيرة من جبن الموتزاريلا الذائب مع الأعشاب!
ثم نستقل أحد الباصات متجهين إلى المدينة القديمة
Luzern Old Town
في الباص قلما نجد صغار السن، او الشباب
خصوصا في أول الصباح فهم أكثرهم مسنون!
لا يكاد الواحد منهم ان يبرح مكانه!
ومع ذلك كنت دائما أنا وأختي نتناقش في أناقتهم!
فلم يمنعهم الشعر الابيض، وانحناء الظهر والتجاعيد من ذلك
فهم يلبسون ألواناً تشع بهجة وحيوية
ولكنهم ينظرون لنا ولغيرنا بعينٍ حريصة
لا يتوانون ابدا عن النصح!
أو التأكد مما يفعله من حولهم!
كل منهم يحمل مسؤولية تجاه بلده!
وصلنا إلى محطتنا ..
أصبحت الآن بفضل أختي خبيرة في التنقل في الباص
فلا طالما شعرت بخوف من أن أضيع!
أو عدم معرفتي بكيفية الوصول إلى الوجهة المحددة
ولكن استراتيجيتنا كانت بسيطة، فكلما ذهبنا إلى مكان
كنا نحفظ أرقام الباصات التي تقف في ذات المكان!
وتكون رحلة اليوم التالي قد خطط لها!
The Old Town
هو ذلك الجزء القديم والعتيق من لوزيرن!
هو ذلك الجزء الذي تتميز أزقته وشوارعه بالرسومات
وطريقة رصف الأرضية ،، وكثرة المقاهي والمحلات الغريبة
هنا فقط، لا تودون أن تفعلوا شيئا سوى أن تتحركوا ببطئ
كنت أتعب أختي يوميا بكثرة المشي ..
فهي الآن لا تطيق المشي! فأجرها جرا وأنا أتوسل إليها!
فتاره أحب هذا المحل، وتاره أريد البحث عن هدية
وتارة أبحث عن شيء لالتقط له صورة
وهكذا!
في ذلك اليوم لم نستطع ان ننتظر بقية العائلة للقدوم
فقررنا العودة بعد أن تأخذ أختي قسطا من الراحة
لم أمل شرب القهوة، وتناول فطيرة الفراولة!
خصوصا وأن رذاذ المطر بدأ بالتساقط
وبدء الجميع بالتحرك هنا وهناك
فخلت المحطة إلا من المراقبون!
القهوة
الفطيرة
الجو البارد
والمطر
من يمل من هذا؟ لست أنا بالتأكيد
ولكن لم يكن امامنا اي خيار اخر سوى العودة
فهم ينتظروننا، وقد تم التخطيط لوجهة جديدة!
اشتقت لقهوة الصباح في سويسرا
واشتقت لغيومها
واشتقت لمحطتها
واشتقت للتجول هناك مع اختي
كل هذه الذكريات
عادت مع الصورة المرفقة في الموضوع :) !