اعتدت ان اعيش حياتي وانا اضع حسن الظن نصب عيني، مهما كانت ردود الفعل التي اتلقاها، فأنا أعلم أن الله تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام لن يأمرونا بشيء هباءً، واعلم ان الناس لو اجتمعت لينفعوني او يضروني بشيء لن يحصل شيء الا الذي قدره الله سبحانه وتعالى، ففي وقت من الاوقات كانوا ينعتونني "بالباردة" وذلك لهدوء ردة الفعل لدي، فما ذنبي ان لم يعرفوا ان الله سبحانه وتعالى امرنا بالصبر في الشدائد وان علينا ذكره في كل حين؟ وما ذنبي ان لم يؤمنوا تمام الإيمان ان الله سبحانه وتعالى له في كل شيء حكمة! فالموت سنة الحياة، والمصائب ابتلاء واختبار وتكفير ذنوب والصبر والابتسامة والتفاؤل من سمات المؤمن، لماذا يصعب عليهم ان يتفهموا ان لكل شخص طريقته الخاصة في هذه الحياة؟ قليل من الاحترام يكفي، لا شيء اكثر.
احب جميع من حولي حتى ان بعض صديقاتي يبدأن بالسخرية قائلين: "انتي منو تكرهين اصلا؟" فابدأ بالضحك معهم، فعلا لماذا اكره اي شخص؟ فانا اعلم عندما يكون اخي في اشد الغضب علي، انه سيكلمني مره اخرى كل ما علي فعله الصبر ثم الصبر ثم الصبر، لا ان ابدأ بالصراخ والنحيب والقيل والقال. انا أأمن ايمان تام ان الله سبحانه وتعالى لن يترك حقي عند اي شخص، اذا احتسبت ذلك عنده، ولذلك ابدء يومي دائما بالأذكار وخصوصا حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ولا انسى حسبي الله ونعم الوكيل ، واعنيها بالحرف الواحد، فالله فعلا هو نعم الوكيل.
في الحقيقة انا اشعر بالخجل الشديد من نفسي، خصوصا بعد ان تركت بعض الظنون (او الحقائق) تتملكني لدرجة انني كدت ابكي من قلة الحيلة، فلم أعرف أن هناك بعض من الناس يستغل حتى الابتسامة او الضحكة او الكلمة استغلال سيء جداً، فيعيثون فسادا هنا وهناك لاغراض لا يعلم بها سوى الله سبحانه وتعالى! اشعر بالخلجل انني لوهلة ضعفت واستسلمت لمثل هذه الاشياء التي كنت سابقاً اقول انها سخيفة وكل شيء ينطقه الانسان هو محاسب عليه وحقي لن يضيع عند الله، لذلك كنت اسامح على كل ما كنت اعرف وما لا اعرف! فلماذا لم تعد لدي القدرة لاستحمل؟
لوهلة كنت افكر ان اعامل الناس مثل ما يعاملوني، "دواهم اونه" ولكن تذكرت ان هذه الشخصية لست انا! ، واشكر الله تعالى الذي سخر لي اخي ليذكرني بالسنة والدين والرسول واخبرني انني اشعر بالغضب من الشيطان ويجب ان لا اسمح لاحد ان يؤثر علي وان احاول الاصلاح لا الافساد، وعندها فقط تذكرت كتاب التربية الاسلامية الذي احتفظ فيه حتى الان من ايام الثانوية وذلك لاحتوائه آية من القران غيرت مجرى حياتي، قال الله تعالى:
.ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (فصلت:34
اشعر بالخجل من نفسي لانني كدت افقدها، اشعر بالخجل انني كدت اغير قناعة اامن بها، واشعر بالخجل لانني شعرت بالاستياء الشديد من امور عندما نقارنها بالغير فهي لا شيء. لم اكتب هذه الموضوع لانفس عن نفسي، او لاعاقبها، كتبت هذه الموضوع حتى اذكر نفسي دائما وابدا انه من غير الصحيح ان ارد الاساءه بالمثل، ولعل البعض يشعر بنفس الشعور، لعل البعض يمر في نفس الموقف وبقصص مختلفة ولكن النتيجة واحدة، كم اود ان نتمسك بقيمنا الاسلامية اكثر حتى لا نلتمس حر جهنم بالسنتنا او بافعالنا، وان نترك من استحل اعراضنا لله تعالى فهو سيتدبر امرهم ان رجعنا اليه.
هذا الموضوع هدية مني للجميع، ونحن نرتجي حلول شهر رمضان المبارك، فمن يسيء معاملة الناس يجب ان يبدأ بالاصلاح، ومن سمح لنفسه بان يتحدث ويطلق "للسانه" عنان السماء، ان يكفي الناس شره ويكفي نفسه شر النار، ومن ظن باخيه ظن السوء فليعد الى صوابه، ومن اضمر الشر لاخيه يتقي الله، ومن فكر في ان يعامل الناس بالمثل يتذكر قول الله تعالى، فهو خالقنا وهو اعلم بانفسنا وكيف نعالجها ونصالحها بين بعضنا البعض.
واهديكم تصميم (قديم نوعا ما) قد اضفته مسبقا في المدونة لنفس الاسباب:
واهديكم تصميم (قديم نوعا ما) قد اضفته مسبقا في المدونة لنفس الاسباب:
1 comment:
مقالة مؤثرة بصراحة وفي وقتها
لو الواحد اتذكر هاي الايات جان وقى نفسه الكثير من الشر .
فعلا هاي الاشياء تفقد الانسان متعته بالحياة ، الله يرزقنا قلبا سليما ولسانا ذاكرا
ويزاج الله خير
Post a Comment