ربيع من العمر

تمر علينا أيام كثيرة، لا نعرف أن نميز فيها الصيف من الشتاء.
تارة، تتساقط الأوراق، وتارة أخرى تحترق بأشعة الشمس، وفي بعض
الأحيان تتجمد، فلا نميز الإحساس الغريب الذي ينتابنا حينما ننظر إليها.

أجمل الفصول، هو الربيع، فترى الأزهار مشرقة، وتتراقص حبات الندى على الأوراق.
أما الطيور فتغرد سعيدة بما تراه، وأما أنت فتقف وقد يذهلك هذا المنظر في الصباح الباكر.

كذلك هي الصداقة، تمر بفصول عديدة، تتساقط الأوراق، لتتجدد في فصل آخر
مع أناس آخرين، بعضهم يأبى أن يسقط، ويتعلق بكل ما أوتي من قوة بأغصان الشجرة
أما البعض الآخر، فيستمتع باكتشاف عالم جديد مع كل نسمة هواء.

كم هو جميل، أن تحظى بصديق صدوق، والأجمل، أن تستمتع بغموض هذا الصديق.
تتبادلان الاحترام، المودة، والإحسان. كم هي رائعة الصداقة، عندما تكون في محيط
من الوفاء، والبذل والإخاء، فكم شخص اعتبرناه صديقا، ولكنه تخلى في يوم احتاج له
صديقه، وكم صديق، خان صديقه في لحظة من لحظات الصدق، إذا واجهت هذا النوع
من الناس، فاتركه يتخبط بين الأشجار، ومع نسيم الهواء، فلن يجد له أبدا مستقر.

إذا مر عليك فصل من فصول الصداقة، تستطيع وصفه بالربيع، فلا تتركه، وحاول قدر
المستطاع، أن تجمد ساعة الصداقة عند هذا الفصل. فلا يستطيع أي شخص إن يحول
الشتاء، الصيف، أو الخريف، إلى ربيع. ولكن من لديهم هذه القدرة، فيستحقون منك
التضحية، والثقة ..

إن كنت صديقي، فحول حياتي إلى ربيع، لأني سأسعى دوماً لأكون ربيعاً مليء
بألوان الطيف، شتاءً فلا أترك أبدا أغصانك، وخريفاً لأبعد عنك ما تكره،
وصيفاً لتبحث لك عن متنفس.

هكذا أنا، أساسي الربيع، وأسعى بين الفصول، لكي لا افقد ربيعا مر في حياتي.