Sunday, December 5, 2010

نحن ،،، وتعاليم ديننا الإسلامي ،، إلى أين؟


اجتمعنا في ذلك الوادي حتى خيم علينا المساء، كانت النار لا تكاد أن تنطفيء حتى نزيدها من الحطب لتشتعل مرة أخرى وتنير المكان، بدأ أخي بطرح الأسئلة وكنا نتسابق على الأجوبة، حتى بدأ يسألنا أسئلة من التاريخ الإسلامي، نعرف الأجوبة ولكن نتردد بالإجابة، رغم أنها كانت بالنسبة له من المسلمات التي يجب الجميع أن يكون يعرفها عن ظهر غيب، إلا أن البعض منا كان يتخبط بالأجوبة، ونتشاجر بأن كل منا هو جوابه صحيح، وبعض الأسئلة كان يعم الصمت علينا وننظر إليه حتى يخبرنا الجواب! في الحقيقة لقد درسنا في المدرسة كل ما سألنا، وقد قرأنا عنه واستمعنا لكثير من المحاضرات، ولكن لا أعرف لماذا -بالنسبة لي- بدأت أفتقد لكل تلك المعلومات! بدأت أنظر إلى أخي بتمعن ولم يقطع تفكيري إلا غضبه الذي اشتاط به علينا وهو يصرخ (يا إلهي! هل أتحدث مع مسلمين أم ماذا؟) رغم أننا أكمل الليلة بالضحك وشرب الشاي بنكهة (الظو) واستمتعنا كثيرا، ورغم أن هذا الموضوع قد مضى عليه قرابة الليلتين! إلا أنني لا أزال أفكر بكلماته. 

عندما فتحت عيني في الصباح، تذكرت معلمتي - موزة - مدرسة التربية الإسلامية، عندما كانت تشرح لنا كيفية قضاء الصلوات الفائتة وعندها سمعنا طرقات خفيف على الباب لتدخل بعدها -الفراشة (عاملة النظافة)- وهي تحمل دفتر الحضور والغياب، فأشرت لها (أبلة موزة) بأن تنتظر قليلاً حتى تنتهي من حديثها، فوقفت الفرّاشة بجانب الباب وهي تستمع لأبلة موزة وهي تخبرنا أننا يجب أن نصلي الصلاة في وقتها، وإذا حدث وأن فاتنا وقت الصلاة يجب علينا أن نقضيها، واستكملت المعلمة الدرس والفراشة لم تقاطع المدرسة مطلقاً حتى انتهت، ثم قالت (أبلة موزة! صدق لو فات وقت الصلاة أرجع أصليها؟، إنزين كيف؟، متى أقضيها؟)  كان الصف يعم بالهدوء ونحن نستمع إلى أسئلتها، أما أنا فكانت تلك اللحظة من اللحظات التي يستحيل علي أن أنساها، عندها كنت أفكر أنها امرأة كبيرة السن، غير متعلمة، ولا تعرف أساسيات في الدين الإسلامي، ولم أنس نظراتها الشغوفة لمعرفة الجواب وكأنها حصلت على إجابات كانت تبحث عنها! على مدى تلك السنين كنت أفكر في وجود أناس يتمنون أن يحصلوا على التعليم الذي حصلنا عليه، وعلى المعلومات التي درسناها،  ولكن ظروفهم لم تسمح لهم. فكنت أتساءل لم لا يسمحوا لهم بحضور الدروس معنا في المدرسة.

على العموم، الفكرة هي تعاليم ديننا الإسلامي، عندما نواجه مشكلة نبحث عن مفتي ليخبرنا الفتوى، أو نبحث جاهدين في مواقع الإنترنت للحصول على معلومات نستطيع أن نثق بها، هو قصور منا في ان نتعلم في ما يخص دينا الأسلامي، والتركيز والإجتهاد فالعلوم الدنيوية! حتى أصبح لدينا العديد من سيبويه الإقتصاد والهندسة والطب وغيرها!

عندما جاءت القنوات الإسلامية لتنير عقولنا وتجدد معلوماتها وشدتنا لأشياء كثيرة قد نكون نعرفها وقد لا نكون نعرف عنها أبداً، فاستبدلنا قنوات (إم بي سي، أبوظبي ، سما دبي ،، إلخ) بقنوات العفاسي والناس والرحمة! ، كم اعتصر قلبي حزنا عندما شاح السواد قناة الناس! فقد كانت قناتي المفضلة!  كنت أسعد بالدفاع عن الإسلام والرسول، وأتثقف في تعاليم ديننا الإسلامي من غرفتي! لا حاجة للذهاب إلى المحاضرات، وأستمع للدروس الفقهية والسيرة النبوية من مصادر موثوقة!

أشعر بالأسى على نفسي التي تجتهد لكثير من الأشياء، وسرعة النسيان لكثير من العلوم التي أتعلمها إن كانت تخص الدين الإسلامي أو العلوم الأخرى! كم أتمنى أن تكون لدي ذاكرة قوية وتركيز أعلى، فلا أظن أنني سأشعر بالسعادة طالما هناك نقص وقصور مني تجاه الدين والتاريخ الإسلامي. 

وهنا أسألكم :) من أين تستسقون معلوماتكم وكيف تحافظون على استمراية الحصول على هذه المعلومات؟ أهي القراءة؟ ولمن تقرأون؟ أهي البرامج الإسلامية؟ المحاضرات؟ أم الإنترنت؟ ... 

4 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم ليل

ليس المهم من أين .. لكن الأهم من من ؟؟

للأسف حياتنا أصبحت ٧٠ ٪ مابين حرام ومكروه ..
و٣٠ ٪ مابين المباح والمندوب

لهذا أستقي تعاليمي من يضع "التيسير" عنوانا له
وليس من يشهر سيف التشدد في وجه كل سؤال

بدأت مؤخراً في قراءة كتاب "الحلال والحرام" للشيخ
القرضاوي حفظه الله رغبة مني في إن أجعله نبراسا لأمور حياتي
لأنني كلي إيمان بالشيخ ومقدرته الفقهية

عمير

lavender's aroma said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... موضوع جميل في الحقيقة يرجعنا إلى ما أشغلتنا علوم الطب والهندسة والتربية ... الخ عنها وهي علوم الدين الإسلامي
أتساءل دائما ما إذا كان لدي من علوم الدين ما يكفي لأداء الفرائض بشكل صحيح ؟!

دائما أحرص على قراءة الكتب الدينية ، والاشتراك في مسابقات الجامعة كحفظ الأربعين النووية ، والاشتراك في حلقةالقرآن في مسجد الجامعة للحفظ وتعلم التجويد، كما أن قنوات التلفاز الخليجية بشكل عام تحرص على عرض البرامج المفيدة بالرغم من انها قليلة لكنها مركزة وصحيحة
وإذاعة نور دبي ، والقرآن الكريم والشارقة لها دور في إثراء معلوماتي الدينية في طريقي من الجامعة إلى البيت ومن البيت إلى الجامعة
---
بالنسبة لتثبيت المعلومات: حاولي عرضها على من حولك دائماً، دونيها واشرحيها في مدونتك، بإمكانك أيضا عمل جلسة دينية في البيت تجتمع فيها العائلة أو الصديقات لتبادل المعلومات

دمت في حفظ الرحمن

محمد سعد القويري said...

تحية عطرة معطرة
Attention Please >>>>
المعذرة .. هذا تعليق خارج النص ..
دعوة للمشاركة في
مشروع مقروءاتي الثالث
للمشاركة ولمزيد من التفاصيل .. هنا
http://qweary555.blogspot.com/2010/12/1431.html
ــــــــــــــــــــــــ
وإن شاء الله تكون هذي بداية سلسلة من الزيارات :)

مهرة سالم said...

السلام عليكم..
موضوع مميز جزيتِ خيرا عليه
بالفعل المعلومات البديهيه في أمور الدين أصبحنا نتردد بالإجابه عليها
ربما يدخل موضوع أن نفتي بغير علم والخوف منه
وبأغلب الأحيان خوفا أن تكون معلوماتنا خطأ لأنها قد إغبرت في الذاكره وتحتاج
لنفض الغبار وإعادة أرشفه إن صح التعبير
...
من أين نستسقي العلوم الفقهيه
أمر صعب جدا خصوصا في جو الفضائيات المتقلب لذلك
أفضل ان أعتمد على مجموعه معينه من المشايخ الثقات
...
يوجد في الدوله خط مخصص للإفتاءفي أغلب الأمور وهو مجاني يساعد في بعض الأحيان
والمهم أن نركز في المعلومات
يعني إذا سألت في يوم لابد أن أحفظ الفتوى ربما تفيد غيري ولكن نعود لمبدأ إتصل إنت إحتمال أنا نسيت
لازال موجود والله المستعان
نحن لا نحتاج لمحاضرات كثيره إنما نحتاج لمحاضرات نوعيه تساعدنا على حفظها والعمل بها
...
لم أجد حلا سريعا
وهذربت وايد
السموحه منج :)
...
في امان الله